منصة الصباح

ليبيا وإن طال الكدر

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

———

(في ماذا جاء) مبنى مراقبة الخدمات المالية سبها، كي يتعرض لإشعال النار.

مؤسسة خدمية محلية لا تدير سياسة الإنفاق، مهمتها فقط تنفيذ أوامر الصرف، وجباية الايراد العام.

هناك الآلاف ممن سوف تتأخر مرتباتهم، وحتى من تضيع حقوقهم.

فمن هو المستفيد من حرق، واتلاف كل المستندات المعززة لصرف المال وطمس وثائق الحقيقة؟

لماذا اشعال النار في عدد من مجالس البلديات، التي هي مجرد ادارة محلية، لا تملك قرار توحيد المرتبات، أو تحسين خدمة الكهرباء، سعر صرف الدينار.

مظاهرات الاحتجاج حق مشروع في التعبير، سواء كان في امريكا، أو استراليا، أو البرازيل، أو في ليبيا.

أما التعدي على ممتلكات الغير بما في ذلك الاصول العام،والحريات، فهو غير مقبول، وغير مقبول على الإطلاق.

(طيب) إغلاق طريق عام من هو المتضرر غير مستخدم هذا الطريق، أحيانا يستعمله لنقل مريض في حالة حرجة؟

هل سيتضرر عقيلة صالح، أو المشري، أو حفتر، أو صنع الله، أو الدبيبة، أو باشا اغا من إغلاق طريق، أو تكسير مرفق عمومي؟

المتضرر هو من يستعمل سيارة هونداي متهالكة، حرارته فوق المئة، لنقل امه لمركز غسيل الكلي.

المتضرر هو من ينتظر منحة الأبناء للاستقواء بها أمام غلاء اضاحي العيد، وخروج الاسعار عن معدلاتها الأمنة.

المتضرر هو كل الشعب الليبي الذي سوف يدفع مقابل كل منفضة سجائر أكلتها النيران في مرفق عمومي.

هذه الحيطان، والملفات، والادوات المحايدة، بما في ذلك الكراسي هي ملك لليبيين، وليس لمن يجلس على الكراسي.

احتجوا، ارفعوا اصواتكم عاليًا، ولكن لا تغلقوا طريقا، لا تكسروا منضدة.

نريد صندوق الانتخابات هو من يكافئ، وهو من يعاقب،

نريد القضاء هو من يدين، وهو من يبرىء.

نريد ليبيا وإن طال الكدر، غير ذلك فلا شيء بعد النار إلا الرماد.

شاهد أيضاً

نَحْنُ شُطَّارٌ فِي اخْتِلَاقِ الأعْذَارِ

باختصار د.علي عاشور قبل أيام قليلة نجحنا نحن الليبيون في ما يزيد عن خمسين بلدية …