د أبوالقاسم عمر صميدة
عندما نشاهد وسائل الاعلام المسانده لحكومة اوكرانيا – وهي كثيرة – يصلنا خبر هزيمة الروس واستسلام جيشهم وتقهقرهم، وعندما نشاهد وسائل الاعلام المسانده لحكومة روسيا – وهي قليلة- يصلنا خبر تقدم الروس وتدمير القواعد والبنى التحتيه واستسلام الجيش الأوكراني، لكن الحقيقة علمها عند الله، فلا هذه الوسائل الاعلامية صادقة ولا ما تقوله حقيقى، والحقيقة الوحيدة المؤكدة هي ان هناك ضحايا من المواطنين من كلى الجانبين، هناك طوابير من المهجرين والنازحين، وهناك بيوت تتهدم وشوارع مدمرة وارض يسيطر عليها الخوف، فهذه الحرب التى صنعتها الحكومات وسياساتها والمؤامرات الدوليه لا يدفع ثمنها الا الإنسان البسيط، الإنسان الذي يدفع من حياته ثمن الصراعات السياسية والمشاكل بين الحكومات، ومع كل هذا الخراب اللعين في العالم من أوبئة وظلم ومجاعات وحروب وتخلف وهروب من البلدان الفقيرة الي الدول الغنية تأبي السياسات المعادية للانسان الا ان تشعل حربا أخري قاسية لتزيد آلام الانسانية جرحا جديدا وعذاب جديد، فالعالم لم يتعافى بعد من جروح حرب افغانستان وحرب احتلال العراق وحروب سوريا واليمن ووطننا ليبيا وحروب اخري منسية في الصومال وأطراف الصحراء الكبري وفي اجزاء من بورما وشرق آسيا واجزاء من امريكا اللاتينية وغيرها من الاماكن الساخنة، لم يتعافي العالم من امواج الفارين من ميادين الموت طلبا للنجاة ولم تغادر صور ضحايا الصقيع والبرد من اطفال ومهجرى الحروب لم تغادر رؤوسنا حتي ازداد الامر سوءا فبتنا نشاهد تدفق الآلاف فرارا من جحيم المعارك، وهو مازاد الجروح جرحا آخر، وحتي خلال الفرار واللجوء كشرت العنصرية عن انيابها وكشفت عن وجهها القبيح والبشع، فقد شاهدنا الممارسات العنصرية ضد الأفارقة والعرب والأسيويين فالعنصرية تفرق بين البشر حتي في المصائب، والخلاصة وسط هذا العالم البربري العنيف لا طريق للخلاص بالنسبة الي بلادنا ليبيا الا بالانتباه الي ما يجري في العالم، وان يحتكم الخصماء للعقل والحكمة وان يتقوا الله في اهلهم وشعبهم ووطنهم وان يفكروا في تبعات عدم التوصل الي حل للمشكلة الليبية، لانه اذا اشتدت وتوسعت حرب اوكرانيا فلربما يتجاهل العالم ما يحدث في بلادنا ولربما يحدث الأسوأ وساعتها لن ينفع الندم والحسرة..