الصغير بلقاسم
التريث وعدم السرعة والتسرع أمر محمود في الغالب لأنه يعطي فسحة للتفكير ثم االقرار الأصوب والحركة الأسلم والخطوات المادية والمعنوية الأنفع التي تُجنب الندم وترضي الإله الذي قال : « ولا تمشِ في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً » وفي الهدي النبوي : ـ المُنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى .
أي المتسرع لا يقطع مسافة ويُهلك مركوبه .
ويرى الشاعر العربي إلى وجوب التريث والتثبت وتبين موضع الرجل قبل الخطو والمشي أي عدم التسرع .. واختر لرجلك قبل الخطو موضعها .
علينا عدم الإقدام على أية حركة مادية أو معنوية إلا بعد التفكير حتى تكون النتائج أقرب للصح وحتى لا نؤذي غيرنا أحياء أو أمواتا قال الشاعر : خفف الوطء ما استطعت فماأظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد.
وللتراث الفني كما عهدنا مساهمة في ذلك تقول إحدى الأغاني هدَّي الخطاوي
هدي .. هدي وانت معدي.
فالتهدئة والتؤدة والبطء أشياء مطلوبة عند المرور بالناس وذلك للسلام عليهم مثلاً أو الرد على استفساراتهم أو سؤالهم .
وفي كل الأحوال سيحدث ما قدره الله ولا ينفع الإسراع في ذلك قال الشاعر : مشيناهاخطى كتبت علينا .. ومن كتبت عليه خطى مشاها وكلنا نحفظ ذلك المثل : في التأني السلامة وفي العجلة الندامة .
إن الدراسة والتخطيط والترتيب يجب أن تكون كلها حاضرة ومتوفرة للقيام بأي عمل أو حركة مادية كالمشي والخطو على الأرض والذي يجب أن يكون معتدلاً يقول الراحل محمد حسن : « ريدي بومشية معدولة » .
وهناك الخطوات المعنوية كحل العمليات الحسابية أو التخطيط لمشروع ما أو البحث عن حلول لمشكلة ما بدراسة خطوات حلولها المحتملة بتريث وروية لمعرفة وتفضيل الأنسب والأسهل فالتريث وعدم التسرع وتهدئة الخطوات تقلل الأخطاء ، فاختر لرجلك قبل الخطو موضعها .