متابعة / مهنّد سليمان
نظمت لجنة الترجمة والتعريب بمجمع اللغة العربية بطرابلس صباح يوم السبت 29 يناير الجاري، في إطار افتتاح البرنامج العلمي والثقافي للمجمع لعام 2022م محاضرة بعنوان (المطالب العالية في إثارة ملكات التفكير أو كيف ننشّئ جيلا مفكرا في مدارسنا وجامعاتنا)، بحضور لفيف من الكتاب والمثقفين والأكاديمين، من تقديم الدكتور “محمد مصطفى بلحاج” وإلقاء الدكتور”الصديق بشير نصر”، وقد استهل الدكتور بلحاج المحاضرة بالتعريف بالدكتور الصديق عضو مجمع اللغة العربية ورئيس لجنة الترجمة والتعريب بالمجمع الذي صدرت له عدة مؤلفات في النقد الأدبي والدراسات الإسلامية من أبرزها ( ضوابط الرواية عند المحدثين)،(من قضايا الفكر الإسلامي كما يراها بعض المستشرقين)، ولديه في الترجمة كتاب بعنوان (دراسات محمدية) وترجمة فصول من كتاب (التاريخ مدخل لدراسة متقدمة).
وركز الدكتور الصديق في محاضرته على التعرف على المطالب العالية التي أكد أنه ينبغي التوجه إليها من أجل استثارة الملكات الذهنية للباحثين والطلاب في الجامعات ومراكز البحوث بغية التخلص من الأساليب القليدية القديمة في البحث العلمي، وأشار المحاضر إلى أن هذه الأساليب أصبحت غير منتجة مما أسفر عنها إنتاج كم هائل من الخريجين غير المؤهلين، مضيفا في ذات السياق بأن معظم المتحصلين على التأهيل العلمي أو إجازة علمية معينة هدفهم الانتفاع المادي والحصول على وظيفة للارتزاق ليس أكثر.
من جهة أخرى استعرض الدكتور الصديق مجموعة من التقنيات العلمية التي يتوجب أن تنصرف إليها العقول وتتبناها المؤسسات الأكاديمية في منظومتها المنهجية لتفعيل ملكات التفكير الخاملة لاكتشاف الفجوة الكبيرة بين الطلاب في الجامعات المحلية وبين الآخر متسائلا كيف نفكر ؟ وكيف يفكر الآخرين لماذا هم يبدعون وينجزون ولماذا نحن نقلدهم ؟ وأوضح في المقابل بأن للبيئة والمناخ الظرفي للمجتمع عوامل رئيسة تشترك في تنمية وتنشيط ملكات العقول أو تثبيطها وجمودها.
فيما لفت المحاضر لإظهار بعض الآثار التي تساهم في تعطيل ملكات التفكير على الأنشطة العقلية والأدبية والعلمية بوجه خاص وبالتالي الاكتفاء باستيراد ما تنتجه وتصنعه الأدمغة في الغرب والمراوحة والوقوف عند ما صنعه الأسلاف من تجارب، كما تطرق لأليات التفكير كالتفكير النقدي والتفكير الإبداعي وأدوات الاستفهام الخمسة وكذلك المقاربة أو المنهج العكسي، وأضاف إن الشك يعد ملكة من ملكات التفكير شريطة أن يكون شكا بناءً يفضي لليقين لا ذاك الذي يدعو للهدم لذا لابد أن تتوفر للشك منهجية علمية صحيحة.