منصة الصباح

كى لا تقتلوا الحلم !

ناصر الدعيسى

حينما تختار أمة مصيرها فى لحظات فارقة من تاريخها ، فهى تواجه منعطفات خطيرة وصعبة فى مستقبلها ، ولهذا يظل المخلصين فيها هم قادة تحولها التاريخى ، وهم من يرسم معالم مراحلها القادمة فى النماء والأستقرار ، والحياة الكريمة ،هكذا ليبيا اليوم تعيش هذا المخاض الصعب فى تاريخها السياسى ، حيث عاشت تجربة مريرة بعد 2011 ، لم تستقر فيها ، وضاعت بوصلة الأمن والأمان فيها ودخلت نفق مظلم جدا لا زالت تعانى أثاره وتداعياته ، وفى ظل غياب الدولة أزداد وضع البلاد تردى وإنهيار على كافة الأصعدة السياسية والأقتصادية والأجتماعية . وتواجدت أجسام سياسية عقيمة وطنيا ، لم تسطع القيام بأى عمل وطنى جاد يخرج البلاد من محنتها ويعيدها من جديد كدولة يمكنها أن تقدم لأبناءها الحرية والكرامة والأستقرار ، بل أنغمست هذه الأجسام السياسية فى لعبة رمادية ، وورطوا الوطن فى الكثير من القضايا السياسيه والأمنية والأقتصادية ، وأصبحت ليبيا بين مفترق الطرق , ومع الجهود الدولية وصلت إلى محطة سياسية من خلال تسويات وضغط دولى وأقليمى كى تصبح هناك إنتخابات وأن يتم بناء أجسام سياسية جديدة يمكنها تحقيق ما عجز عنه الذين تمسكنوا على الكراسى من أجل مصالحهم لا غير، هذا التموضع الدولى الجديد ” الأنتخابات ” هو حلم كافة الليبيين ، لا بل هو أملهم الوحيد لأخراج وطنهم من هذا المأزق . هناك محاولات لأجهاض هذا الحلم من أطراف محلية وإقليمية ودوليه ، وهناك غياب لوعى وطنى عليكم أن لا تقتلوا هذا الحلم . وأن تبتعدوا عن برغماتيتكم ، وشيفونيتكم السياسية ، أتركوا الليبيين يقرروا مصيرهم كبقية شعوب الأرض

ولا تضعوهم على الحائط من جديد ،لأنهم سينتفضوا ، وفبراير يمكن عودتها وهو طوفان الشعوب حينما يندلع غضبها فى وجه الطغاة . لا تقتلوا الحلم كى لا تنتزعكم العاصفة قبل فوات الأوان .

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …