بوضوح
بقلم/ عبد الرزاق الداهش
لو أن الشاب حمزة أحد بارونات تجارة الترامادول، أو الحشيش، وخرب عقول الشباب، فبل أن يدمر صحتهم، فلكم أن تعدموه!
ولو أن الشاب حمزة لهف الملايين من وراء اعتمادات ما قبل توحيد سعر الصرف، وجلب لنا حاويات الفارغة إلا من بعض مخلفات البناء، فلكم أن تعدموه!
ولو أن الشاب حمزة، حرض على قتل الليبيين، واستعمل مفردات قاموس الضغينة من نوع “تم الدعس”، فلكم أن تعدموه.
ولو أن الشاب حمزة، قاطع طريق، أو قاطع اسلاك كهرباء، أو امدادات مياه، فلكم أن تعدموه.
ولو أن الشاب حمزة، ارتكب أي جرائم قتل، أو خطف، أو سرقة بالاكراه، أو بالتحايل، فلكم أن تعدموه.
ولو أن الشاب حمزة تواطأ مع شركات اجنبية، كمسؤول ليبي، لتحقيق منفعة لهذه الشركات، وتمكينها من الحصول على احكام تعويض بالملايين، فلكم ان تعدموه.
الشاب حمزة لم يقتل حتى ارنب برية، ولم يسرق حتى ديك رومي، ولم يحرق حتى عمود نور، كل ما قام به هو أنه تكلم بحرقة عن مركز عزل ينقصه الأكسجين.
حمزة شخصية إعلامية بالفطرة، له حضوره الذهني، واداء سلس، ويمكن أن يكون مقدم برنامج متميز، في أي قناة، ويحصل مقابل يزيد عن مرتبه عشرين ضعفا.
تطوع حمزة للعمل في مركز الفلترة، ومركز العزل، منذ انطلاق أعمال مكافحة كورونا، في وقت كان ذلك مرعبا.
ضحى حمزة بكل شيء بما في ذلك اقرب الاقارب الذين صار يتحاشون الاختلاط به، لأنه يتعامل مع هذا الفيروس.
الشاب حمزة مثل كل هؤلاء الشباب الذي يريدن فتح بيوت، لا فتح قبور، ويريدون قروض للزوج، والسكن، والعمل، لا التبات، ولا سواتر، ولا مات المقدام.
حمزة كان مستعدا أن يخسر حياته ليعيش غيره، وليس مستعدا أن يخسر غيره حياتهم ليعيش هو.