بقلم /جمعة بوكليب
يوم الخميس الموافق 15 أكتوبر 2020 صادف الذكرى المائة لولادة الكاتب الأمريكي – الايطالي الأصل ماريو جيانلويجي بوتزو، مؤلف رواية ” العَرّاب – The Godfather” التي حُوّلت إلى شريط سينمائي عرض في ثلاثة أجزاء، في السبعينيات من القرن الماضي. قام ببطولة الجزء الأول الممثل مارلون براندو، والثاني الممثل روبرت دي نيرو، والثالث الممثل آل باتشينو: ثلاثة من أساطين التمثيل السينمائي في العالم. ومن أخراج المخرج العالمي فرانسيس فورد كوبولا. وقام بكتابة سيناريو الجزئين الأول والثاني الروائي بوتزو نفسه، وفاز على كل سيناريو بجائزة أوسكار.
ماريو بوتزو النييويوركي الميلاد والنشأة والشهرة والوفاة، ولد في 15 أكتوبر عام 1920 وتُوفي في 12 يوليو عام 1999. وأصدر روايته العراب عام 1969 وأحتفل العالم في العام الماضي بمرور الذكرى الخمسين على صدورها، باصدارها في طبعة جديدة فاخرة ومتميزة، وبمقدمة كتبها المخرج العالمي فرانسيس فورد كوبولا. ترك بوتزو للعالم خمس عشرة رواية، وكلها تتمحور في عالم الجريمة، وأبطالها مجرمون أمريكيون من أصول ايطالية، أو ايطاليون من جزيرة صقلية مقر عصابات المافيا. ورغم نجاح روايته الاولى الصادرة عام 1955 إلا أنها لم تجلب له ما كان يتوقعه من أموال. الحظ الذي خذله في روايته الاولى، أنجده في الثانية ومعها اكتسب الشهرة والمال. مرّ على صدور الرواية أكثر من نصف قرن، لكن شهرة مؤلفها عمّت الأفاق وصار اسمه على كل لسان، وحقق حلمه في أن يقضي بقية حياته هانئاً سعيداً، متنقلا بين كازينوهات القمار في لوس انجلس، حيث يحب ويفضل. جودة الرواية وحدها لم تكن كافية لتكتب لها الشهرة والنجاح جماهيرياً وعالميا، لو لم يحوّلها المخرج كوبولا إلى شريط سينمائي قد يكون بلا مثيل.
ما يلفت الانتباه أن بوتزو، رغم فوزه بجائزتي أوسكار، لم يكتب قبل شريط العرّاب السينمائي سيناريو واحداً. شريط العرّاب مثّل التجربة الأولى للمؤلف للخوض في عوالم جديدة لم يجرّبها من قبل، لكنه لم يتردد في اقتحامها بجرأة، عندما أتيحت له الفرصة، وفُتحتْ له الأبواب، بمساعدة من المخرج كوبولا.
وقرأتُ، مؤخراً، أن ماريو بوتزو كان لا يخفي جهله بفن وعلم كتابة السيناريو، ولا يخجل من ذكره في أحاديثه. وأعترف، مرّةً، في مقابلة أجريت معه، أنه بعد النحاج الذي حققه الجزءان الأول والثاني من الشريط، تلقى عرضاً من شركة انتاج سنيمائي في مدينة هوليوود لكتابة سيناريو شريط بعنوان “سوبرمان”، فقبل العرض، واستعد للقيام بالمهمة بعد توقيع العقد. وأضاف أنه خاف من خوض المهمة من دون علم ولا أستعداد. لذلك، ولتفادي تعقد الموضوع، أهتدى إلى فكرة، رأى أنها تساعده على الخروج بسلام من المطبّ الذي أوقع نفسه فيه. الفكرة هي أن يسعى للحصول على كتاب متخصص في علم كتابة السيناريو، ويقرأه ليستوعب ما فيه من أفكار، ثم بعد ذلك يضعه جانباً، ومن ثَم يتفرغ بالكامل لكتابة السيناريو المطلوب. المشكلة أنه بعد حصوله على الكتاب المأمول، جلس ليقرأه كما خطط. وبمجرد أن فتحه، القى نظرة على مواضيع الكتاب، كما هي مطبوعة في الفهرس، فوجد أن أول فصوله يحمل عنوان “دراسة شريط العرّاب.”