د/ابوالقاسم صميدة
صادقة وجميلة ومؤثرة هى تلك الكلمات التى صدح بها الفنان الكبير لطفى ابوشناق ، وهو الفنان الذى غنى وأطرب وأبدع ، وهو الذى يسمى ” بافاروتى ” العرب نسبة الى ” لوتشانو
بافاروتي ” المغني الأوبرالى الإيطالي، الذى يعد من أشهر فنانين الأوبرا في الطبقة العالية من الرجال في عصرنا الحاضر على مستوى العالم ، وهو الذى من شهرته عينته الامم المتحدة ممثل ورسول السلام فى العالم ، لذا يُسمى الفنان ابوشناق بذلك الاسم ، والفنان لطفى مطرب وعازف عود تونسي كبير ، ويعتبر من أهم رموز الموسيقى التونسية والعربية الحديثة ، وامتلك مشروعاً موسيقياً كبيراً ، وهو المزاوجة بين الأغنية الحديثة بإيقاعها السريع والموروث الشعبي الكلاسيكي ، حتى انه قام بجمع تراث الغناء الصوفي والمالوف والابتهالات الدينية كي يحافظ على التراث الموسيقي العريق ويزاوجه بالحداثة ، ويُحسب له انه قدّم اعمال فنية مهمة تمزج بين الرومنسي والسياسي ، والتراث والإبداع ، حتى انه صار واحداً من أكثر الموسيقيين العرب تميزاً وتأثيراً ، ليس فنياً فقط بل وسياسياً ، لذا جاء عمله الغنائى الجديد ( هى ليبيا ) وهو من كلمات المبدع فيصل على الشريف والحان وغناء الفنان ابوشناق ، وجاء هذا العمل الغنائى الراقى خطاب محبة ولوم وعتاب ودعوة من الام ليبيا الى ابنائها الليبيين تدعوهم فيه الى الاقتداء بالأجداد وحقن الدماء والتصالح وتجاوز المحن ، ونبذ الخلافات ، وتغليب مصلحة الوطن فوق المصالح الخاصة ، ونبذ الفرقة والكراهية والأحقاد ، والحيلولة دون قبول المستعمر ودخول الاجنبي بين ابناء الام الواحدة ، وتخاطب ليبيا أبنائها كما فى هذا العمل بصوت الفنان : ” عودوا إليّ فلست ارضى هجركم ، عودوا الىّ فان جميعكم اكبادى ، عودوا اليا وقد طويتم كرهكم ، وقلوبكم فُرِغت من الأحقادِ” ..وهكذا وجه الفنان الكبير بهذا العمل المهم دعوة لليبيين الى صون الوطن وبناءه والتخلى عن لغة الاقصاء والتنمّر والعنف ، وان يلتفتوا الى معاناة الأم الحزينة وان يبلسموا جراحها ويكونوا فى مستوى التحدى التاريخى ، وليس لنا الا ان نشكر الفنان النجم ابوشناق وكاتب الكلمات على هذا العمل الراقى الذى يعكس حباً لليبيا وشعبها ويدعوا ابناء الوطن الى النهوض به والحفاظ عليه ..