جمال الزائدي
صار الوقت متأخرا على عبارة ان العالم يتجه نحو كارثة بسبب تداعيات الجائحة الوبائية ..ففي الحقيقة الكارثة قد حلت فعلا ..
إغلاق الاف المصانع والمعامل والشركات عبر اصقاع المعمورة نتيجة اجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي و الحجر الصحي الذي شمل مليارات البشر ، ماترتب عنه فقدان عشرات الملايين لوظائفهم ..غير 265 مليون مهددين بالمجاعة حسب ارقام مرعبة اعلنها برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة ..منهم 130 مليون يتجهون الى الجوع الشديد في 55 دولة تحالفت ضدها النزاعات المسلحة والمناخ وفقر الامكانيات ويتواجد 50 مليون منهم في غرب القارة السمراء..
تقرير برنامج الغذاء العالمي المتشائم يتوقع كذلك ارتفاع بنسبة 200 بالمائة خلال الثلاث اشهر القادمة في تتضاعف عدد الجياع ..
ما لم يتضمنه تقرير البرنامج وتناولته تقارير صحفية واعلامية متواترة ، تزايد الطلب على معدات الحماية في الولايات المتحدة وعدد من البلاد الغربية من قبل الاثرياء الذين يقبلون كذلك على شراء اسلحة الاستعمال الشخصي تحسبا لاضطرابات اجتماعية واعمال سلب ونهب وثورات دموية بسبب تزايد الفقر والجوع في عرين الديمقراطية وقانون السوق ..
محللون ومفكرون في السياسة والاقتصاد ، يتحدثون على هامش رصدهم لتداعيات وآثار الجائحة عن حروب كبيرة يمكن ان تشتعل بين الكبار ما لم يتم تغليب منطق المصلحة العامة للجنس البشري وتمسكت الرأسمالية بمنهجها الاناني الذي جلب كل هذه الكوارث عبر العقود الماضية ..
ولكي يكتمل ليل الفقراء البهيم في عالم مابعد كورونا كان يجب أن تسجل اسعار خام النفط الذي لايملك معظمهم غيره كل تلك الانهيارات التي توجت بوصولها الى مستويات لم تعرفها سوق الطاقة منذ ثمانينيات القرن الماضي ..أي الى مادون سعر التكلفة في الواقع ..
الخرافة التي يرددها بعض المهرطقين والسذج حول ان الطبيعة الأم تحاول استعادة توازنها بهذه الكوارث والاوبئة ، تسوق لها ابواق دعاية مشبوهة تحاول ان تبعد الانظار عن بشاعة المذبحة التي ينظمها اغنياء العالم ضد فقرائه ..
وحتى من دون الركون الى خرافة اخرى – تبدو اكثر واقعية – حول المنشأ المخلق للفايروس المسبب للجائحة الوبائية..من الواضح ان الكبار يتجهون الى استثمار وتوظيف الكارثة نحو المزيد من الهيمنة على الموارد الطبيعية وتفريغ الارض من سكانها الاقل رتبة في سلم التطور والانتاج ، لمصلحة الطبقات والمجتمعات الاكثر تطورا والاكثر انتاجية في عالم المعلوماتية وتقنية النانو ..