منصة الصباح

صيام من نوع آخر

كتبت : فتحية الجديدي

 

أيام قلائل تفصلنا عن بداية شهر رمضان الكريم , بطقوسه وعاداته, وعلى رأسها تجهيز مائدة الإفطار بأشهى الأكلات وألذ الأطباق.

عادة دأبت عليها أغلب الأسر الليبية في الخروج إلى الأسواق وشراء التجهيزات ومكونات بعض الأطعمة منها التوابل والمبشورات والمواد الغذائية المجمدة ذات التحضير السريع, ومستلزمات المطبخ, لكنها تبدو الآن غير موجودة,  نتيجة الظروف الحرجة التي تمر بلادنا جراء تفشي وباء كورونا المستجد.

ويجد المواطن اليوم نفسه بين سندان الكورونا ومطرقة تأخر المرتبات وغلاء الأسعار, وبنظرة سريعة على الشارع لن نلاحظ أموروا كانت تنبئنا في كل عام بقرب حلول الشهر المبارك,  كباعة التمور والأواني الفخارية الكبيرة وغيرها.

كما يبرز أسئلة أخرى ونحن نستعد لاستقبال شهر الرحمة أهمها ” كيف سنستقبل شهر رمضان ونحن بالحجر المنزلي لتفادي العدوى الفيروسية؟ .. وهل سنلتقي بالأحبة والأصدقاء والأهل على مائدة الإفطار ..أم ستقتصر على اثنين فقط من أو ثلاثة؟.

ويبدو أن لا خيار أمامنا, فالتحدي كبير, والمحافظة على صحتنا وعائلاتنا مسبق على ما سواه شرعا وعقلا .. والعجز الذي نحسه أمام هذه الإجراءات الاحترازية لا يتجاوز كونه إحساسا منبثقا من منظور نفسي.

ونحن نستعد لصيام تعبدي سبقه آخر اجتماعي نعي أنه لولا (كورونا) اللعينة لكان منطق آخر للنمط اليومي سنعيشه خلال الشهر الكريم, بالرغم من رفضنا القاطع للإسراف والتبذير وهدر الأموال ووضعها في غير محلها، مما هو أنفع في هذا الظرف الاستثنائي بسبب الحائجة, بأن ننفق المال لمن يستحقه ويكون بحاجة له، وهذا هو روح الفضيلة في الصيام وفي غيره.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …