منصة الصباح

الموضوع لا يحتمل

بوضوح

بقلم /عبد الزراق الداهش 

أكثر من شهر على إغلاق منظومة الاعتمادات من قبل مصرف ليبيا المركزي.
يعني أكثر من شهر، ولم يفتح اعتماد واحد لتوريد كيس دقيق، أو شريط باندول، أو علبة حليب أطفال.
لا مواد خام للتصنيع، ولا مستلزمات زراعية، ولا بيطرية، ولا عود كبريت.
دول العالم في مرحلة انكفأ داخلي بسبب جائحة كورونا، ليس بداية بقفل الحدود، ولا نهاية بوضع قيود على التصدير، وتوقف الكثير من المصانع.
المحصلة ان المخزون السلعي، والدوائي لدينا يتناقص، بالاستهلاك، او بنهاية الصلاحية، مع ظهور حالة ندرة في العالم.
وإذا استمر هذا الإغلاق، فحتى لو توفرت السلع في الخارج، قد لا يتوفر الوقت لتوريدها في الوقت المناسب، زد على ذلك أسعارها العالية.
المحافظ أغلق منظومة بيع النقد الأجنبي، واشترط رفع نسبة الرسوم على مبيعاتها إلى نحو 250 بالمئة، بذريعة توقف صادرات النفط، ولأن استمرار البيع بنفس النسبة سيؤدي إلى نزيف الاحتياطي.
الرئاسي يرى أن 250 بالمئة نسبة عالية جدا، ومرهقة لسلة الموطن، في ظرف أصعب من صعب، وأيضا لي ذراع.
الاحتياطي (طبعا) هو القرش الأبيض في اليوم الأسود، ونحن الآن في وضع حالك السواد، ولدينا احتياطيات تكفي أكثر من ألف يوم توريد، بينما على حدودنا تونس، الاحتياطي لا يكفي لمئة يوم فقط.
لا وقت لإغلاق صنبور النفط، ولا وقت لإغلاق منظومات مبيعات النقد الأجنبي، ولا وقت لإغلاق الرأس.
هذه أموال كل الليبيين، بما في ذلك الذين يتسولون معاشاتهم أمام المصارف رغم خطر كورونا.
المسألة تتعلق بغذاء الليبيين، بشرابهم، باحتياجاتهم الدوائية، نقصد تتعلق بحياة تسعين بالمئة منهم، وليس الذين لا يطالهم صاروخ الفقر ولو كان عابرا للفضاء.
القضية ليست خلافية، فقد تتطور إلى جنائية وجنائية بامتياز، والموضوع لم يعد يُحتمل.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …