إطلالة.. ورسالة
سعاد العجمي السويحلي
Soad.swaihle@gmail.com
هي امرأة لا يواسيها بكاء وتدرك بأنها لا ينفعها ولا يجديها الرثاء ،وكيف لا وهي التي قدمت فلذة الكبد ..
هدية للوطن لتعلن لنا الفرق بين من رحل وبين من هو باق ولايزال متمسكاً بالحياة.
الأم حملت جنينها في بطنها، وتحملت آلام حمله وصبرت ، كما تحملت كل مشاق الحياة من أجله، ضحت بوقتها وجهدها وصحتها ومنحت دون انتظار مقابل، ولا حتى كلمة شكر، هذا ما تقدمه الأم .. نعم
فما بالنا بالأم التي فقدت فلذة كبدها بعد أن كبر وأصبح شابا، و قدمته فداء للوطن، ليدافع عنه، علينا أن نتذكرها ليس في أعياد الوطن فقط، بل مع كل صباح وفي كل الأيام .
أم الشهيد، هي أم دفنت قطعة من جسدها، وقلبها كله، وتقف أمام الباكين تزغرد .
هي أم سعدت بعودته محمولاً على الأكتاف في تابوت، ملفوفاً ببياض الكفن، وعلم الوطن مزهوّ على نعشه.
هي أم تدرك وأدركت بأن كل الأيام لها.
هي أم تدرك بأن الله سبحانه وتعالى خصها وميزها عن الباقين سواء في الدنيا أو الآخرة، . هي أم لها قلب مختلف و عينان تُبكي جيشاً، وأصحاباً، وغرباء .
فسلام على من حاربوا الليل وعند الصباح بالأكفان قد عادوا..
سلام على من عاهدوا الله والوطن وصدقوا على ما قد عاهدوا..
سلام على أرواح طاهرة أبت الموت إلا شرفا ووفت..
أيها الشهداء، أنتم وأمهاتكم أخجلتم بكاءنا ..
فيما أنتم متمسكون بالموت لأجل الوطن.