نقطة بيضاء
بقلم /د. أبولقاسم صميدة
الدور الذى تضطلع به الهيئة العامة لصندوق التضامن الاجتماعى فى اوقات السلم دور مهم وكبير للمجتمع فمابالك بدورها وقت الحرب ، فبالاضافة الى المعاشات الأساسية ورعاية الأيتام والأرامل وذوى الاحتياجات الخاصة والمرضى والمٌقعدين والمعاقين واللذين يعانون من أمراض جسدية والعجز ومشاكل التوحّد للاطفال وغير ذلك من المعظلات فالهيئة تقوم وعلى مساحة ليبيا بدور فعال فى تسهيل حياة ضحايا الحرب والمٌهجرّين والتخفيف من معاناتهم مما القى عليها عبئاً آخر ومهمة أخرى ، وهى تقوم بفعل تنموى موازٍ من خلال دورات رفع الكفاءة وورش العمل والإعداد الجيد للاخصائيين الاجتماعيين وحتى لتشجيع المواهب بين الاطفال المصابين والمعاقين ، هذا غير المهام اليومية والادارية المناطه بالهيئة ، لكل هذا وغيره فإن هذا الدور يستحق الثناء والتقدير لكل العاملين بهذه الهيئة وفروعها ومكاتبها التى تؤدى عملا خيّراً وعملاً صالحاً نحن فى ليبيا فى أمس الحاجة اليه ، فرعاية الأيتام والمعوزين ومساعدة فاقدى الاطراف والصٌم والبكم والمقعدين والضحايا وتوفير احتياجاتهم هو عمل أخلاقى وانسانى امر به الله سبحانه وتعالى ، وهو ترميم للمجتمع وتضميد لجراح النفوس وفاقدى الأمل ، وهى بذا أى الهيئة تستحق تقدير المجتمع وتثمين دورها والوقوف مع متطلباتها ، فمظلتها المفتوحة للمحتاجين والتى يستظل بها المواطن فى مواجهة تقلبات الاقدار تجعلنا ننظر الى الهيئة كبيت كبير لكل الناس وفضائهم مٌشرّع الابواب امام من يستحق الرعاية ، ولا يفوتنى ان اشير الى احد العاملين بها وهو السيد فتحى الطابونى الذى يتصرّف بعفوية وسلاسة وأريحية وإنسانية مع المترددين على مكتبه وهو يشرح لى الدور الذى تقوم به الهيئه وثنائه على زملائه والعاملين معه ، وقد شدتنى عبارة ذات مغزى وهو يٌشير الى كرسي متحرك لرجل كبير فى السن وهو يقول ببهجة : سيفرح الشيخ كثيراً بهذا المقعد ، انه ينتظره ، وانا ايضا والحديث له ؛ أشعر بالفرح حين نتمكن من مساعدة محتاج او تقديم العون لمستحقيه ، هكذا هى الروح الوطنية ، وهكذا هى اخلاقيات العمل الصالح وروح الوطن ، وليس عقلية الغنائم والسلب والنهب واللصوصية والابواب المغلقة وصد السائلين والهروب من العمل ، ففى وقت نسمع ونقرأ عن الاختلاسات واللصوصية جهاراً نهاراً نرى ونشاهد ونسمع على الجانب الآمر النقيض من ذلك ونرى الجد والتفانى ومساعدة الناس والحرص على حياتهم الكريمة ، وهذا باعث على الأمل وراحة للنفوس ، فالحمد لله رب العالمين .