بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
ذات قيلولة رمضانية في مدينة طرابلس قبل عدة أعوام، كنت على موعد مع الرئيس الفلسطيني في حوار صحافي.
كان «أبومازن» قد وصل في اليوم السابق إلى طرابلس قادما إليها من مدينة نيويورك، ولم يجد غضاضة في الإجابة عن الكثير من الأسئلة.
وككل لقاء من هذا النوع لا بد أن تكون هناك أجوبة على أسئلة كثيرا ما تكون افتراضية ولكنها ليست للنشر.
تحدث الرئيس عن العرب الذين قرروا في آخر قمة لهم دعم السلطة بمئات الملايين، ولكنهم لم يبسطوا أيديهم حتى لعشرات الملاليم.
كان الحوار يدور في أجواء عادية، ولو كانت بعض الأسئلة من الصعب المحرج، حتى سألته
لماذا لا تقوم السلطة الفلسطينية بحل السلطة الفلسطينية، أو حتى التهديد بحلها، مقابل هذا التعنت الإسرائيلي؟
في تقديري إذا لم يكن (الحل) ورقة ضميرية أمام التاريخ، (فالتهديد) ورقة تفاوضية أمام مفاوض إسرائيلي يريد كل شيء مقابل لا شيء .
أخذ الرئيس برهة من الصمت معلقا عينيه في سقف الغرفة، وتكلم أحد مستشاريه الذي كان بالقرب منا ليقطع الحوار معتذرا بسبب جدول أعمال الرئيس.
وكان ذلك جوابا واضحا، عن سؤال لم يكن غامضا .
لغير سبب تستدعي ذاكرتي حكومة «فيشي» التي نصبها الاحتلال النازي في جنوب شرق باريس كلما ذكرت السلطة الفلسطينية.
ماهي أوجه الشبه والاختلاف بين السلطتين؟ سؤال لم يكن ضمن مربع اهتمامي.
ولكن وجود السلطة الفلسطينية حتى وإن ساعد ذلك على رفع بعض المعاناة الإنسانية للفلسطيني في الضفة الغربية، إلا أنه خدم احتلالا إسرائيليا لم يفِ بأقل التزاماته كسلطة احتلال .
هل تستطيع السلطة حل نفسها؟ مجرد سؤال بالمناسبة.