بقلم /أحمد الرحال
يبدو أن المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، يتعرض إلى محنة من نوع خاص لم يتعرض إليها أي من أسلافه. سلامة يعاني من ضغط لوقوعه في فخ قد يجعله متهما بتهم خطيرة ليس أمام الليبيين أو من يهتم بشأنهم في العالم فحسب، بل قد يقع في مأزق المعادي للسامية أم جهات دولية لا شأن لها بالحالة الليبية.
راقب المتابعون على صفحات التواصل الاجتماعي الضغط الذي يمارسه رئيس اتحاد يهود ليبيا، رفائيل لوزون، على سلامة متهما إياه بالعنصري الذي يتعمد تجاهل مطالباته بلقائه والتحدث معه باعتباره يمثل فئة من اليهود الليبيين.
لوزون ذكر في إحدى رسائله إلى سلامة بأنه واليهود الليبيين ضد صفقة القرن ، لأنهم سيكونون من ضحاياها. وقد قال لوزون بأن هذه الصفقة صفقة أمريكية إسرائيلية مع دول عربية في المنطقة وبالتالي فهي ستجعل اليهود الذين خرجوا من دول عربية مهملين ولن يتذكر أحد قضاياهم كجاليات يهودية لها انتماءات إلى البلدان التي خرجوا أو أخرجوا منها.
لوزون اتهم سلامة بأنه لا يكترث برسائله المفتوحة الموجهة إليه واتهمه بأنه يمارس الاستهزاء المبطن في تعامله مع بياناته لأسباب عنصرية.
وقد بلغ الأمر بلوزون أن هدد في بيان أخير له بأنه سيدخل مرحلة إضراب عن الطعام بعد اثنتين وسبعين ساعة إذا لم يستجب إليه سلامة على الرغم من حالته الصحية التي قد تجعل إضرابه عن الطعام يشكل خطرا على حياته.
ما ورد أعلاه في مقالتي هذه لا يتعدى توصيفا لبعض ما تابعته على صفحات التواصل الاجتماعي، لكن الذي لفت انتباهي هو حساسية الأمر وصعوبة الموقف الذي لا أعلم هل يدرك سلامة خطورته أم لا.
سلامة المتهم بأنه يساوي بين المعتدي والمعتدى عليه متهم أيضا بكونه يساند المعتدي على طرابلس، ويتعامل باستهزاء إلى درجة أنه يلوك العلكة أمام الكاميرات وهو يصل إلى أحد اللقاءات المهمة المتعلقة بالشأن الليبي.
أذكر أن لوزون قال لسلامة في أحد رسائله المفتوحة بأنه ليبي ويحب “العصبان”. وبين “العصبان” وهو الأكلة الليبية المعروفة وبين علكة سلامة قد نشهد تطورا. ذلك أن لوزون يهدد بالإضراب عن الطعام، ومنه “العصبان” وذلك بسبب استهزاء سلامة المتمثلة في علكته.
كما ذكرت في أول المقالة، الموضوع فعلا حساس وعلى درجة كبيرة من الدقة، والمتابعات العادية من خلال الفيسبوك لا تكفي، فمشهد “عصبان” لوزون وعلكة سلامة يغري برسوم كاريكاتيرية وتحليلات ومتابعات لو كان في عالم آخر غير عالم الليبيين.
يبدو أن ثقافة المتابعة عن بعد المصحوبة بالإهمال المتعمد ، هي ثقافة ليبية صميمة ورثناها عن القذافي، أو ربما من الأصل هي ثقافة ليبية لا ندري مصدرها.
المشهد لم ينته بعد، والضغط من طرف لوزون مستمر كما يبدو، بينما هناك إهمال واضح من طرف سلامة، فهل سيكون هناك جديد بعد التهديد بالدخول في إضراب عن الطعام؟