منصة الصباح

ليس سرا!

بوضوح

بقلم / عبدالرزاق الداهش

الذين أخذوا يلفون داخل جزيرة دوران سؤال: من أفسد من القطاع الخاص أفسد العام، أم العكس صحيح ؟ فقد نسوا دور الأخلاق.

لعلهم تماما كمن دخلوا جدالا غير منتج تحت سؤال: من قبل من؟ البيضة قبل الدجاجة، أم الدجاجة قبل؟ وقد نسوا وظيفة الديك.

فإذا لم يكن هناك تاجر راش لما كان هناك موظف مرتشيا، وهذا لا يمنع أن يكون هناك تاجر أمينا وموظف نظيفا.

ما يجمع الراشي والمرتشي ليس الفساد فقط، لأنهما كثير ما يؤديا صلاة واحدة في جامع واحد، ويرددا : (آمين)، كلما لعن الأمام الكفار والظالمين.

الموظف العمومي في البلاد المتقدمة كي لا نقول الكافرة، أكثر انتاجية، والتاجر في بلد الكفار أكثر مصداقية؟

القصة لا تقف عند هذا، فعندما نريد أن نلعن الظالمين (المجهولين طبعا)، نذهب لدولة خليجية. أما عندما نريد البلاد التي لا يظلم عندها أحد ، نتحول لدولة اسكندنافية.

وعندما نريد أن نلعن الطغيان نذهب إلى إيران، أما عندما نريد الحرية فنذهب إلى هولندا.

افتحوا طلس العالم، ابحثوا عن جغرافيا التخلف والجهل والقمع، وجغرافيا التقدم والمعرفة والحرية.

لقد اختزلنا الدين في العبادات، وأهدرنا البعد الأخلاقي، نهرب من العمل، ونستخدم سيارة الحكومة في قضاء حاجاتنا الخاصة بما في ذلك الذهب إلى الجامع.

نردد (اهدنا الصراط المستقيم) 17 مرة في اليوم على الأقل، ولا نحاول أن نمشي في هذه الطريق المستقيم

نتكلم عن الفساد ليل نهار، ولكن عندما نجد الفرصة لا نتركها، ثم نصوم ستة أيام من شهر شوال.

نعم راجعوا أطلس العالم مرة أخرى، ستجدون الفارق ليس الدين بل الأخلاق .

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …