كشفت بيانات صادرة عن الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل “فرونتكس” عن زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين القادمين من ليبيا إلى جزيرة كريت اليونانية، حيث سجل هذا المسار ارتفاعا لافتا بلغ 260% خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام، ليصبح بذلك أكثر طرق الهجرة نشاطًا على مستوى العالم.
وأوضحت الوكالة، في تقريرها الصادر أمس السبت، أن طريق وسط البحر المتوسط لا يزال يتصدر مسارات الهجرة غير الشرعية عالميًا، إذ شكّل نحو 40% من إجمالي أعداد المهاجرين الذين دخلوا دول الاتحاد الأوروبي منذ مطلع عام 2025.
وبيّن التقرير أن خط العبور بين السواحل الليبية وجزيرة كريت كان المسار الأكثر استخدامًا خلال شهر نوفمبر الماضي، مشيرًا إلى أن الزيادة القياسية في هذا الطريق تحققت رغم تراجع أعداد المهاجرين عبر مسار شرق البحر المتوسط بنسبة تقارب 30% منذ بداية العام.
وسجلت “فرونتكس” وصول 63 ألفًا و231 مهاجرًا عبر مسار وسط البحر المتوسط، معظمهم من بنغلاديش ومصر وإريتريا، في حين بلغ عدد الوافدين عبر مسار شرق المتوسط 46 ألفًا و158 مهاجرًا، ينحدرون بشكل رئيسي من أفغانستان ومصر والسودان.
وفي السياق ذاته، أفادت الوكالة بارتفاع حركة الهجرة غير الشرعية عبر غرب البحر المتوسط بنسبة 15%، مع تصدر الجزائر كنقطة عبور رئيسية، حيث انطلق منها أكثر من 70% من المهاجرين المسجلين على هذا المسار.
في المقابل، شهد مسار غرب أفريقيا أكبر تراجع بين طرق الهجرة المؤدية إلى الاتحاد الأوروبي، بانخفاض وصل إلى 60%، مع تسجيل عبور 16 ألفًا و800 مهاجر فقط، غالبيتهم من مواطني مالي والسنغال وغينيا.
ورغم الانخفاض النسبي في أعداد المهاجرين الوافدين إلى أوروبا خلال الأشهر الأخيرة، حذّرت بيانات “فرونتكس” من استمرار الخسائر البشرية، إذ تشير تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى وفاة أكثر من 1700 شخص أثناء محاولات عبور البحر الأبيض المتوسط منذ مطلع عام 2025.
وفي المجمل، أظهرت الإحصاءات تراجع حالات الدخول غير القانوني إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 25% خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام الجاري، مع انخفاض ملحوظ في أعداد الوافدين عبر منطقة غرب البلقان بنسبة 43%، فيما بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين دخلوا الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام نحو 166 ألفًا و900 شخص.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية