منصة الصباح

الأصدقاء

همسة ود

بقلم / د . آمال الهنقاري

تأخذك الأحداث فى مسارب الحياة المختلفة وتبعدك، هنا وهناك، وتطل ذكريات ربطتك بصداقة حقة، تكون لك بلسما وشفاء من كل ملماتك، وتظل هى الأقوى من كل العثرات. والآن، ونحن فى زمن يتقاتل فيه الإخوة، نتساءل:

هل حقًا توجد صداقة؟. وأقول لكم، نعم، لاينقطع الخير، ولا تنسى الصحبة الحلوة، والرفقة المنزهة من أي غرض..

هذا ما لمسته فى وجوه أصدقاء الدراسة والزمن الجميل، ورغم أن ما جمعنا هو فقد عزيز من الأصدقاء إلا أن صدق المشاعر، وتواجد هذا العدد من الأصدقاء ممن جمعتهم الأيام والذكريات، والحديث الذى يشع بعبق الماضى الجميل، والأيام التى عشناها بأفراحها وأحزانها، وموالد الأطفال ودراستهم، وحياة لم تكن معبدة بالورود لكنها كانت مليئة بالخير والعطاء والصعود درجة تلو الأخرى، مشبعة بالرضا والطمأنينة.

ففى جلسة صفاء وود تجمعك بمن عشت معهم صباك، وتقاسمت معهم حلو الحياة ومرها، وأصعب التجارب وأيسرها، لابد وأن تتأكد أن الصداقة الحقة تبقى من أسمى المشاعر الإنسانية وأرقاها، وإن طال الزمن وأبعدتك الظروف والمسافات فإن ودًا ومحبة صادقة لن تبارحك، بل أنك وبمجرد أن ترى أصحابها، تستدعي كل ما جمعكم من ود وطيب عشرة، وتجد نفسك محاطا بكل من كنت تتوقع رؤيته ومن لم تتوقع، ولعل لكل منا مثل هؤلاء الأوفياء ممن يجعلون لحياتنا معنى، ولمشاعرنا رقة.

دمتم لى أصدقائى، فأنتم بالنسبة لى صفحات لاتنسى، ومعين لا ينضب، ومسار لا ينتهي.

ويبقى الود بيننا.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …