منصة الصباح
تلوث مياه الشرب بالصرف الصحي.. أزمة تتجدد بلا حلول حاسمة

تلوث مياه الشرب بالصرف الصحي.. أزمة تتجدد بلا حلول حاسمة

تحقيق/ آمنة رحومة

ما إن هطلت الأمطار قليلاً حتى غرقت المباني واستحالت الشوارع بركا، حاملة معها مشاكل تبدأ من المختنقات المرورية ولا تنتهي بتلوث مياه الشرب وانتشار الأوبئة والأمراض.

هذه المشكلة تعيد إلى الواجهة تردي البنية التحتية، المتبدية أساساً  في طفو مياه الصرف الصحي، حتى رفع أصوات المواطنين مجدداً بالاستغاثة ومطالبة الجهات المختصة بالتدخل السريع.

«الصباح» تفتح الملف المهم، محاولة رسم صورة بانورامية دقيقة حول ما يحدث فعليًا على الأرض، والوقوف على ما تقوله الجهات المختصة بشأن الإجراءات المتخذة.

تراجيديا متكاملة

بدت «محاسن علي»، ربة بيت، متوجسة من القادم، لا سيما وأنها تعاني الربو: “ومع كل مطر تتصاعد الروائح وحالتي ازدادت سواءً بسبب ذلك وليس لدي مال لأشتري بيت وأعيش في سلام”.

مشهد متكرر
عبد المهيمن الفرجاني
عبد المهيمن الفرجاني

ذات المأساة يعيشها «الناشط الطلابي» عبد المهيمن الفرجاني، حيث أشار إلى غرق مناطق تاجوراء كل شتاء، بسبب صرف صحي متدفق ومحطات معطلة وبنية متهالكة، مؤكداً أن الأزمة تتطلب مشروعاً حقيقياً ومسؤولية واضحة توقف هذا المشهد المتكرر.

تلوث يضرب أطنابه

عن ذلك يقول «د. طارق المختار»، قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة الزاوية، إن حوض «اللوقون» بمنطقة عمارات البحوث الصناعية هو منشأة قديمة لتجميع مياه الصرف، ومع مرور الوقت أصبحت مصدراً لمشكلات صحية وبيئية، وتسرب المياه مع الأمطار يؤدي إلى وصولها للمساكن، فيما تزداد الروائح و الانبعاثات نتيجة التحلل، إضافة إلى تكاثر البعوض وانتقال الملوثات إلى التربة والمياه الجوفية.

حل المعضلة

مشكلة تاجوراء يرى «أ. عبد الهادي بشير»، رئيس نقابة المكاتب العقارية بطرابلس، أن حلها في إصلاح محطة المعالجة القائمة وإنشاء محطة أكبر حديثة، للاستفادة من كميات مياه الصرف في ري الحدائق العامة وإنتاج السماد العضوي، لا سيما وأنها منطقة زراعية.

مواطنون يتذمرون من إنتشار الأمراض ويتساءلون أين الجهات المسؤولة؟
مواطنون يتذمرون من إنتشار الأمراض ويتساءلون أين الجهات المسؤولة؟
خطة وطنية

بينما تنادي «د. أماني فيتوري» بوضع خطة وطنية تشمل تجديد الشبكات، وإنشاء محطات معالجة حديثة، وفصل شبكات الأمطار عن الصرف الصحي، وبناء حواجز خرسانية بدل السواتر الترابية، إضافة إلى رقابة مستمرة على جودة المياه وتعاون فعلي بين الوزارات والبلديات لحماية صحة المواطنين.

شاهد أيضاً

تواصل النزف المميت على الطرقات

تواصل النزف المميت على الطرقات

استطلاع/ أسماء كعال حوادث السير، بما تحمله من مآسٍ وخسائر بشرية ومادية لا تُقدّر، تظل …