من أجل تحقيق مصالح بلدان إقليمية بالدرجة الأولى تراها تتوسط لدى دول كبرى بغية مراعاة بلد آخر ووضعه في بند الحسابات السياسية..ويحدث أن دولة عظمى تطلب من دولة أو أكثر استلام ملف بلد مهم يتداخل موقعه مع الجيوسياسي العالمي..ومن منطلق أن السياسة الخارجية تنجح بالتواصل المباشر بين طرفي التعاون الدولي..فإن ليبيا تمكنت في تثبيت بوصلة الدبلوماسية بببدء الشراكة مع دول المقصد وجها لوجه بعد مفاوضات مباشرة نتج عنها حتمية تغيير النظرة من دوسيه على الرف ينتظر معلومات الوسطاء إلى عاجل وهام فوق الطاولة تصنعه أياد وطنية..وإن لم يحن بعد قطف كل ثمار هذه الخطوة لكن موسمها قادم حتما..فها هي مصافحة متصدري المشهد الليبي لنفوذ الولايات المتحدة الأمريكية داخل التحالفات والمنظمات الدولية ومؤسسات التصنيف العالمي..وبروز الصين عبر مبادرة الحزام والطريق..وكيف أن لروسيا تأثير كبير في دول أوراسيا..أيضا مع ألمانيا العملاقة أوروبيا..وتركيا ودور الوسيط في نطاقها الجغرافي..وإيطاليا وصوتها المسموع في أروقة صناعة القرار الأمريكي..بالإضافة إلى فرنسا التي تسعى لقيادة قطار أوروبا..ولا بأس أن نتعلم من تلك الدول إن السياسة الخارجية هي الدفاع عن مصالح بلادك بكل الوسائل..وإن الحليف هو من يشاركك المخاطر وليس فقط المكاسب..كما أن الدبلوماسية المعاصرة تقاس بمدى استقلالية الإنجاز وليس قابلية الإحتواء..هذا يحدث رغم إن ليبيا ليست عضوا في مجموعتي السبعة الكبار أو العشرين..لكن الغير يعلم أن عربة العولمة والمقصد أفريقيا لا تسير إلا بإنارة ليبية..وهذا ليس على الليبيين بغريب ولمن يسأل مستفهما عن الإستحقاق الليبي فإن غدا لناظره قريب..
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية