استطلاع/ آمنة رحومة
غدًا يحل الحدث المرتقب لدى كثيرين، ممن هرعوا وما يزالون إلى المحال التجارية والأسواق بحثًا عن تخفيضات الجمعة البيضاء، التي باتت في السنوات الأخيرة حدثًا اقتصاديًا ينتظره التجار والمستهلكون. الجمعة الأخيرة في نوفمبر، والتي تُستخدم موسمًا للتخفيضات، يراها التجار فرصة لتحريك السوق، بينما يتعامل الناس معها بحذر بسبب تذبذب الأسعار واختلاف مستوى المصداقية. وسط الضغوط المعيشية وارتفاع التكاليف، يتحول هذا الموسم إلى اختبار قدرة السوق على تقديم عروض حقيقية تُراعي قدرة المواطن الشرائية وتكشف مدى التزام التجار بالأسعار الفعلية قبل وبعد التخفيض، وهل تؤثر التخفيضات في الجودة و«الموضة» أم أنها محاولة لتضليل الزبائن؟

كذبة كبيرة الطالب الجامعي «معاذ الشريف» يرى أن تخفيضات الجمعة البيضاء مجرد خدعة اقتصادية، والأسعار تُغيَّر قبل العرض، والناس تنجذب للإعلان فقط، خصوصًا السيدات اللواتي يعتمدن على ما يُنشر عبر الصفحات. تماثله المعلمة «حنان فرج»، مؤكدة أن أسعار موسم الجمعة البيضاء لا تختلف كثيرًا عن العادية، “بل قد تكون مرتفعة قليلًا قبل الإعلان عن الخصم”. وتدلل «هناء حسين» على ما تعتبره افتراء كثير من المحال بتجربتها، عندما قرر زوجها ابتياع دفاية بسعر 1000 دينار ضمن التخفيضات، لتكتشف أنها أغلى مما عرض سابقًا.
موسم التجار

التجار لهم مقاربة مخالفة، فـ«رحمة الورفلي»، التي تعمل في محل لبيع مواد الزينة، ترى أن التخفيضات جزء مهم لجذب الزبائن، ويعاضدها «فوزي ميلاد»، تاجر الملابس، الذي يؤكد أن الناس أصبحت واعية بفكرة التخفيضات، لذلك يقدم عروض الجمعة البيضاء بشكل صادق لكسب الثقة.
يصفها «عبد المنعم الغيثي» بالأيام الاستثنائية لحركة السوق، خصوصًا لتصريف المنتجات التي تحتاج دورانًا أسرع، لكنه يقر بأن الزبون أصبح أكثر شكًّا بسبب تداخل الإعلانات وتفاوت الأسعار.
رأي الحرس البلدي
المقدم «يوسف القيلوشي»، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بجهاز الحرس البلدي، كشف عن جهودهم للتأكد من صدق الأسعار، “وهذا ما نحاول مراقبته قدر الإمكان”.
على الطريقة الليبية


الخبير المالي «أ. سامح عمار» يقول إن موسم الجمعة البيضاء يُستخدم غالبًا لتصريف البضائع الراكدة أكثر من كونه تخفيضًا حقيقيًا، موضحًا اختلاف التشريعات والرقابة بين ليبيا وأوروبا، حيث تُلزم القوانين الأوروبية الإعلان الدقيق عن السعر الأصلي والجديد لتصل نسبة التخفيض 70 ٪، بينما في ليبيا أغلب السلع مستوردة، والتاجر يسيطر على السعر قبل وبعد العرض، والمستهلك نادرًا ما يستفيد إلا في حالات محدودة، إذ لا يتعدى معدل التخفيض 15 ٪ في أحسن الأحوال.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية