منصة الصباح

الترامادول يلتهم شباب ليبيا بصمت

استطلاع / سعاد الفرجاني

تتسرب أزمة الإدمان إلى حياة الشباب بصمتٍ مريب، قبل أن تتحول إلى اعتماد جسدي ونفسي شديد يلتهم الصحة العقلية والجسدية للفرد ويهدد تماسك الأسرة واستقرار المجتمع. تكشف الإحصائيات الأمنية عن تصاعد لافت في تهريب أقراص الترامادول خلال السنوات الأخيرة، إذ ضبطت الأجهزة أكثر من 2.5 مليون قرص في ميناء بنغازي، إضافة إلى 250 ألف قرص قرب منفذ أمساعد، ونحو مليون قرص في مستودعات الجنوب، ما يعكس اتساع شبكات التهريب وارتباطها بالأسواق غير الشرعية والضغط النفسي للشباب الساعين للراحة المؤقتة أو تحسين الأداء البدني.

إنذار مبكر
الدكتور محمد الفيتوري

أكد الدكتور محمد الفيتوري، الناطق باسم جهاز مكافحة المخدرات، أن الترامادول أصبح أخطر المواد الأفيونية المنتشرة بين الشباب. واصفًا الظاهرة بأنها “أزمة مركبة” تجمع بين الأبعاد النفسية والاجتماعية والاقتصادية، تؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية ودفع الشباب نحو السلوك العنيف، وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن النفسي والاجتماعي. وأوضح أن بيانات الضبط تشير إلى انتشار الترامادول بين الفئات العاملة في المهن الشاقة والسائقين والشباب المتأثر بالتهريب عبر الحدود، رغم تصنيفه كدواء يُصرف فقط بوصفة طبية.

بوابة الصمت
الدكتورة عزيزة الطبولي

أشارت الدكتورة عزيزة الطبولي، مديرة إدارة الصحة النفسية، إلى أن التعاطي يفضي إلى تقلبات مزاجية، اكتئاب، عدوانية، وعزلة اجتماعية، مشددة على أن غياب الرقابة الأسرية والتواصل العاطفي داخل المنزل يزيد المخاطر. وحثت الأسرة على مراقبة التغيرات السلوكية، وتوفير مساحة آمنة للحوار دون لوم أو تخويف، وطلبت تدخلًا نفسيًا مبكرًا عند ظهور أي مؤشرات اضطراب، مؤكدًة أن الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة في توجيه الوعي وكسر وصمة المرض النفسي.

سم خفي
الصيدلي محمد بن موسي

أوضح الصيدلي محمد بن موسى أن التعاطي خارج الإطار الطبي يؤدي إلى اعتماد نفسي وجسدي سريع، مع آثار جسدية خطيرة تشمل تباطؤ التنفس، ضعف التنسيق الحركي، مشاكل الجهاز الهضمي، رعشة، اضطراب ضربات القلب، وضبابية الرؤية. وحذر من السعي وراء النشوة المؤقتة، مؤكّدًا أن الرقابة الصارمة على صرف الدواء وملاحظة العلامات المبكرة هي الطريقة الأمثل لتفادي مضاعفات الإدمان.

التعاطي خارج الاطار الطبي يؤدي الي نتائج وخيمة

دوامة الخطر

الاخصائي النفسي خالد الفرجاني

أكد الأخصائي النفسي خالد الفرحاني أن الإدمان غالبًا ما يرتبط بصراعات داخلية وضغوط اجتماعية تدفع الفرد للهروب المؤقت من الواقع، مسببة اكتئابًا، قلقًا، عدوانية، وعزلة اجتماعية. وشدد على أن الاعتراف بالمشكلة وفهم الأسباب النفسية والاجتماعية خطوة أولى نحو العلاج الناجح، مع ضرورة التدخل الأسري والدعم النفسي المستمر، واصفًا الإدمان بأنه “دوامة خفية تهدد الحياة قبل الجسد”.

الادمان يرتبط بضغوط اجتماعية تدفع للهروب من الواقع

 

 

شاهد أيضاً

هل أصبح الادخار الأسري حلما مستحيلاً

هل أصبح الادخار الأسري حلماً مستحيلاً؟

استطلاع وتصوير / التهامي بلعيد في بلد يعاني أزمات اقتصادية خانقة، تجرف بلا هوادة الأسر …