استطلاع / عواطف علي
تصوير/ حسناء سليمان
تشهد عمليات تكميم المعدة إقبالًا متزايداً خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بارتفاع معدلات السمنة وتطور التقنيات الجراحية التي رفعت نسب النجاح، لكنها لم تُلغِ المضاعفات المحتملة.
ورغم أن البعض يراها وسيلة سهلة لإنقاص الوزن، يؤكد الأطباء أنها علاج طبي حقيقي لحالات محددة وليست خيارًا تجميلياً أو ترفاً.

في هذا الإطار، يوضح الدكتور سليمان ناجي، أخصائي الجراحة العامة وجراحة السمنة والمناظير، أن السمنة “مرض” لا يقل خطورة عن الأمراض المزمنة، لأنها مرتبطة بالسكري وارتفاع الضغط والمفاصل واضطرابات النوم وبعض الأورام.
ويشير إلى أن العلاج يبدأ بالنظام الغذائي، لكن بعد فشل المريض مرارًا، يصبح التدخل الجراحي خيارًا معتمدًا عالميًا.
متى تصبح العملية ضرورة؟
يعتمد قرار التكميم على مؤشر كتلة الجسم «BMI»؛ فالتدخل يُوصى به عندما يتجاوز 35 حتى دون أمراض مصاحبة، أو يتراوح بين 30 و35 مع وجود مشاكل كالسكري والضغط وانقطاع التنفس أثناء النوم، وبعد فشل الحميات المتعددة. وهنا يصبح التكميم “علاجًا” وليس ترفًا.
التكميم وتغيير المسار

تقسم جراحات السمنة إلى نوعين:
– تكميم المعدة باستئصال 80–85٪ من حجمها، وهو لا يغيّر مسار الجهاز الهضمي وتبقى الحاجة للفيتامينات أقل، مع إمكانية إجراء منظار مستقبلاً بسهولة.
لكن نسبة 30٪ من المرضى قد يستعيدون الوزن خلال خمس سنوات، غالبًا بسبب عدم الالتزام الغذائي.
– تغيير مسار المعدة، ويُعد خيارًا مناسبًا لذوي الأوزان المرتفعة جدًا أو مرضى السكري، لفعاليته العالية في إنقاص الوزن وتحقيق نسب شفاء كبيرة من السكري، لكنه يتطلب مكملات فيتامينات مدى الحياة.
المضاعفات ونسب النجاح
يؤكد الدكتور سليمان أن نسبة النجاح تتجاوز 99٪، وأن مخاطر التسريب أو النزيف أو الجلطات باتت نادرة مع تطور الدباسات الجراحية. كما يمكن علاج أي مشكلة عند اكتشافها مبكرًا.
نصف النجاح بعد العملية
يشدد على أن التكميم “أداة” وليست حلًا سحريًا، والتزام المريض ضروري عبر مراحل غذائية تبدأ بالسوائل ثم الطعام اللين، وصولًا للغذاء الطبيعي مع اعتماد البروتين والخضروات وتجنب النشويات والحلويات، إلى جانب الرياضة والمتابعة.
قصة مودة
“مودة”، التي عانت لسنوات من فشل الحميات، خاضت تجربة التكميم والتزمت بكل التعليمات. وبعد عام وعشرة أشهر وصلت إلى وزن 61 كغ، مؤكدة أن “الالتزام هو سر النجاح”.
ضغوط اجتماعية وسوق مزدهر
يرى مختصون أن نسبة غير قليلة من المقبلين على التكميم لا يعانون من سمنة خطيرة، بل يخضعون له بفعل ضغوط اجتماعية ورغبة في مظهر مثالي، ما حول بعض العمليات إلى “مشروع رفاهية”.
كما أصبحت هذه الجراحات تجارة مربحة، إذ تتراوح تكلفتها بين 12 و25 ألف دينار في دول عربية، ما خلق سوقًا تستهدف فئات واسعة.

خاتمة
يبقى التكميم علاجًا فعالًا لمن يعانون من السمنة المرضية، لكن نجاحه يرتبط بمدى التزام المريض بنمط حياة صحي بعد العملية، بعيدًا عن التعامل معه كموضة أو سلعة.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية