منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
أحلام محمد الكميشي
مازال شارعنا رهينة الاجراءات المتوقفة والحسابات المجهولة بين الشركة المنفذة والجهة المسؤولة عن التنفيذ مع غياب تام للبلدية، تم انتزاع طبقته الاسفلتية وزرعه بالحفر ذات الفوهات التي تبتلع سيارة، وتطفح منها مياه الصرف الصحي وما تخلفه الأمطار من مستنقعات.. يلعب الأطفال حول الحفر معرضين أنفسهم لخطر الوقوع فيها، وهو نفس الخطر الذي يتهدد العابرين خلال الليل أو عند الفجر نحو المسجد، ومن يمر من أزقة شارعنا يخيل له انه (نايض فيه لغم).
بدأت الأشغال منذ أكثر من 3 شهور، وتوقفت منذ أكثر من شهر، وظلت الحفر والروائح الكريهة، والأتربة المعجونة بمياه الصرف الصحي، وإن جفت تتناثر غبارا يغزو البيوت مع ما تنقله الأحذية، بعض الجيران غزت بيوتهم الفئران بعد أن صارت فتحات الصرف الصحي على البحري وفرق مكافحة القوارض يبدو أنها لا تمر من شارع حيوي يربط بين البريد المركزي ومصرف الدم ويحتضن أكبر اثنين من مستشفيات العاصمة التي يفترض حمايتها من القوارض والآفات، ومهما قمنا بتوفير المبيدات في بيوتنا فلا يمكن علاج مشكلة إلا من جذورها، وصار علينا يوميًا أن نمضي في كل مرة وقتا في البحث عن مكان لركن السيارة بعيدًا عن منازلنا التي منعتنا عنها الحفر التي تخرق الأزقة طولا وعرضا، وأحيانًا نجد سياراتنا في الصباح قد تعرضت للضرر بسبب اصطدام سيارة ما بها وهروبها خلال الليل، كما حدث معي أمس.
قال البعض أن الشركة المنفذة أبلغتهم بضرورة التوجه للإسكان والمطالبة بمستحقاتها كي يمكنها العودة لاستكمال العمل، فما علاقتنا بما بين الشركة وبين الجهات التي تعاقدت معها على العمل؟ هل كان على الأهالي رفض المشروع من الأساس؟ هل كان عليهم عدم السماح للشركة بالبدء في قصف أزقتهم؟ هل كان عليهم أخذ ضمانات؟ مشروع كان يمكن أن ينتهي في 3 شهور لماذا ينتهك العام كله؟ لماذا لا يفرح المواطن بالتطوير إلا وهو يكابد معاناة التسيب وعدم الجدية والمماطلة والتسويف، في بلاد ترسل شبه يوميا بعضا من مسؤوليها وموظفيها للتوقيف قيد التحقيق بسبب الفساد؟ وحتى متى سيستمر هذا الاستهتار بقيمة المواطن وحقه في العيش في بيئة صحية نظيفة، على الأقل كما كانت عليه قبل ما أُطلق عليه (تطوير) ولم نلمس منه إلا التكسير؟
