منصة الصباح
وداعا لعملاق الأحياء: العالم الذي فك شيفرة الحياة

وداعا لعملاق الأحياء: العالم الذي فك شيفرة الحياة

فقد العالم الخميس الماضي واحدًا من أبرز عمالقة العصر الحديث في مجال علوم الأحياء، إذ توفي العالم الأميركي جيمس واتسون، الحائز على جائزة نوبل، عن عمر ناهز 97 عامًا. وأعلن مختبر كولد سبرينغ هاربور، الذي عمل فيه واتسون، خبر الوفاة، مسدلاً الستار على مسيرة علمية غيرت وجه فهمنا للحياة.

يعود الفضل لواتسون وزميله البريطاني الراحل فرانسيس كريك في اكتشاف البنية الحلزونية المزدوجة للحمض النووي (DNA) في أبريل عام 1953. هذا الاكتشاف، الذي وُصف في مقال من صفحة واحدة بمجلة “نيتشر” العلمية، لم يكن مجرد إضافة علمية، بل كان بمثابة القفزة التي أتاحت للبشرية فهم كيفية انتقال المعلومات الوراثية الموجودة في كل خلية.

أصبح شكل الحمض النووي، بكراته الملونة التي تلتف بشكل حلزوني مزدوج، أيقونة علمية مطبوعة في ذاكرة كل طالب علوم أحياء حول العالم. وكان كريك قد وصف هذا الإنجاز لولده قائلاً: “نظن أن الحمض النووي هو شيفرة. بمعنى آخر، نظن أننا اكتشفنا آلية نقل البيانات الأصلية التي تجعل الحياة تنبثق من الحياة”.

في العام 1962، تُوجت جهود واتسون وكريك مع عالم فيزياء الأحياء النيوزيلندي موريس ويلكينز بجائزة نوبل للطب، اعترافًا بالإسهام الذي لا يقدر بثمن في إحداث ثورة في البيولوجيا الجزيئية والطب الوراثي.

رغم مساهماته العلمية الخالدة، لم تخلُ مسيرة واتسون من الجدل الذي طغى أحيانًا على إنجازه العلمي. فقد أثارت تصريحاته حول قضايا أخلاقية واجتماعية موجات من الاستياء والانتقاد. أبرزها تصريحه في عام 1997 بشأن حق المرأة الحامل في الإجهاض إذا عرفت أن الجنين سيكون مثليًا، وتصريحه الأكثر جدلاً في عام 2007 الذي اعتبر فيه أن الأفارقة أقل ذكاء من البيض. وعلى الرغم من اعتذاره لاحقًا وتأكيده أن تصريحاته لا أساس لها من الناحية العلمية، فإن هذه الآراء بقيت نقطة سوداء في مسيرة عالم استثنائي.

برحيل جيمس واتسون، تفقد البيولوجيا أحد أهم مؤسسيها، ويبقى اكتشاف الحلزون المزدوج إرثًا يوجه العلماء نحو مستقبل الهندسة الوراثية والأدوية المخصصة.

شاهد أيضاً

أحلام محمد الكميشي

قادش والدور الليبي قبل 3300 سنة

أحلام محمد الكميشي يعرض متحف آثار إسطنبول نسخة لأول اتفاقية سلام مكتوبة في التاريخ، أُبرمت …