منصة الصباح
"فيتوري روبيك": حين تتحول المادة إلى ضوء ووسيط جمالي يضيء المعنى .

“فيتوري روبيك”: حين تتحول المادة إلى ضوء ووسيط جمالي يضيء المعنى .

في فضاءٍ تتقاطع فيه الخامات مع الفكرة، يواصل الفنان الليبي “فيتوري روبيك” تجربته في تحويل الأشياء البسيطة إلى أعمال تنبض بالدهشة والمعنى..

فنان لا يكتفي بالألوان التقليدية، بل يستدعي مواد غير مألوفة، مثل مياه المبرَّد “الرادياتور”، وأوراق الملاحظات ومكعبات الروبيك، ليعيد تعريف مفهوم الفن ذاته..

في هذا الحوار، يكشف “روبيك” عن فلسفته في التعامل مع المادة، ورؤيته الخاصة للعلاقة بين الضوء والصمت، والفارق بين جمهور الفن التشكيلي وجمهور معارض الكتاب، وصولاً إلى ما تصمت عنه فرشاته عمدًا..

مياه “الرادياتور”.. حين تتحول المادة إلى وسيط جمالي

_كيف يمكن لمادة “كـمياه الرادياتور” أن تتحوّل في يد الفنان إلى وسيط جمالي يُنتج ضوءاً ومعنى؟

– كل مادة تمتلك خواصها الفريدة، والفنان الحقيقي هو من يكتشف تلك الخواص، ويحوّلها إلى لغة بصرية تخدم فكرته. فحتى مادة بسيطة مثل مياه “الرادياتور”، يمكن أن تتحول في يد الفنان إلى وسيط جمالي يضيء المعنى، ويكشف عن طبقات جديدة من التعبير..

اللوحة تتكلم حين يصمت الضوء

_هل تعتقد أن اللوحة تملك صوتًا خاصًا في الظلام، حين يغيب الصخب وتبقى الإضاءة وحدها تتكلم؟

– نعم، أعتقد أن اللوحة تمتلك صوتها الخاص في الظلام. حين يغيب الصخب ويأخذ الضوء وحده دوره، تبدأ الألوان والخطوط في الحديث بصمت، وكأنها تهمس مباشرة إلى العين والقلب، بعيدًا عن أي إلهاء خارجي..

معارض الكتاب.. نضج التجربة وعمق الحوار

_ هذه مشاركتك الثالثة في معرض الكتاب، كيف تغيّر إحساس الفنان بالحدث عندما يعود إليه أكثر وعيًا ونضجًا؟

– المشاركة في معرض الكتاب للمرة الثالثة تمنح الفنان شعورًا مختلفًا تمامًا عن المرات السابقة. مع الوقت، يزداد وعيه بتفاصيل الحدث، وبالطرق التي يتفاعل بها الجمهور مع أعماله. النضج يتيح له رؤية المعرض كمساحة للحوار لا مجرد عرض، ويجعل تجربته أكثر عمقًا، حيث يقدّر اللحظات الصغيرة وتأثير كل عمل على المتلقي..

جمهور مختلف.. وفضاء أوسع للتفاعل

– هل وجدت في معارض الكتاب جمهورًا مختلفًا عن جمهور المعارض التشكيلية؟

– نعم، في معارض الكتاب يلتقي الفنان بجمهور متنوع بشكل كبير، من محبي الفن الكبار والصغار إلى عامة الناس. هذا الاختلاف يمنح تجربة العرض أبعادًا جديدة، إذ يصبح العمل الفني وسيلة للتواصل مع شرائح أوسع من المجتمع، وليس مجرد جمهور متخصص بالمجال التشكيلي..

صمت الفرشاة.. بيان الروح

_ كتبتَ “إن الرسام يستبدل لسانه بفرشاته”… ما الذي تصمت عنه فرشاتك عمداً؟

– فرشاتي تصمت عمدًا عن كل ما هو سطحي أو مبتذل، وعن التفاصيل التي لا تضيف معنى حقيقي للعمل. إنها تختار أن تتحدث فقط عن ما يلامس الروح، عن المشاعر الخفية والأفكار التي لا يمكن التعبير عنها بالكلمات، تاركة مساحة للمتلقي ليكمل الحكاية بعينيه وقلبه..

الأداة غير المألوفة.. خلق جديد للفن

– حين تختار أن ترسم بأداة لم تُخلق للرسم، هل تمارس فناً أم تعيد تعريف معنى الخلق نفسه؟

– حين أرسم بأداة لم تُخلق من أجل الرسم، لا أكتفي بممارسة الفن التقليدي، بل أكتشف فلسفة جديدة للفن لم توجد بعد. كل أداة تحمل إمكانيات خفية، واستخدامها يفتح أفقًا للتجربة والإبداع، حيث يُعاد تعريف معنى الخلق نفسه، ويصبح الابتكار جزءًا من جوهر العمل..

الروبيك والملاحظات.. اختبار الجمال في التفاصيل

_هل استخدامك لمكعبات الروبيك وأوراق الملاحظات محاولة لترتيب الفوضى الخارجية، أم لاختبار حدود الصبر والجمال في التفاصيل الصغيرة؟

– بالنسبة لي، استخدام مكعبات الروبيك وأوراق الملاحظات ليس مجرد ترتيب للفوضى أو اختبار للصبر، بل هو فن يأخذ البعد إلى آخر، حيث تتحول الأمور المستحيلة إلى واقع. كل قطعة وكل تفصيلة تصبح وسيلة لإعادة تشكيل العالم من حولي بطريقة جديدة، تحوّل العشوائية إلى جمال وإبداع ملموس..

الصباح/ حنان علي كابو

تصوير/ فاتح منَّاع

شاهد أيضاً

انطلاق فعاليات المؤتمر الحادي عشر للجمعية الليبية للقلب

انطلاق فعاليات المؤتمر الحادي عشر للجمعية الليبية للقلب

بدأت يوم أمس الجمعة بفندق “ريكسوس” في العاصمة طرابلس، فعاليات المؤتمر الحادي عشر للجمعية الليبية …