منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
رحيل شاعر “هات الشنطة” الطفولة الليبية تفقد صوت جيل كامل
قبل خمس سنوات، أغمض الشاعر والأديب عبدالمطلوب محمد المقوب عينيه للمرة الأخيرة، ورحل بهدوء تاركاً خلفه ملايين الأصوات الصغيرة تردد ما كتبه في أغانيه.
لم يكن المقوب مجرد كاتب، بل كان الراعي الأدبي الذي رافق أجيالاً متعاقبة من أطفال ليبيا، مغنياً لهم عن الشارع القديم، وعن أحلامهم في النجاح، وعن “الشنطة” المليئة بدروس اليوم.
ولد المقوب في بنغازي عام 1946، وبدأ مسيرته المهنية كمدرس. لكن شغفه الحقيقي كان يكمن في الكلمات الموجهة للبراءة.
ففي اعتراف صادق، كشف المقوب في لقاء تلفزيوني أجري معه عام 2014 أنه فشل في كتابة الأغاني العاطفية، وكأن القدر قد اختاره لرسالة أسمى وأكثر نقاءً، هذا الإخلاص للمجال جعله يتخصص، ليصبح أحد الأضواء النادرة في أدب الأطفال الليبي إلى جانب الأستاذ عبدالله كريستا.
تحولت كلماته البسيطة والعميقة إلى أيقونات غنائية، لحن بعضها إبراهيم أشرف، وتعاون في بعضها الآخر مع فنانين مثل جابر عثمان، ومن أشهرها:
“هات الشنطة تعال وريني”: الأغنية التي لم تنل الإعجاب المحلي فحسب، بل أشادت بفكرتها أقلام عربية متخصصة في مؤتمرات أدب الأطفال، عندما استمعوا إلى الراحل محمد السوكني يغنيها.
“شارعنا القديم شارعنا زمان”: لحن إبراهيم أشرف الذي انطلق في الإذاعة عام 1966 ليصبح نشيد الحنين للأجيال.
“ناجحين وفرحانين”، “يا مطر صبي صبي”، و”ديكي الملون”.
لم يكتفِ عبدالمطلوب محمد بـ”نوتة” الغناء، بل كان أدبه مشروعاً متكاملاً شمل القصص والألغاز التي أثرت وجدان الأطفال.
شارك بفعالية في برامج الإذاعة والتلفزيون، بداية مع محمد الوحيشي وسالمة الحمري، مُرسخاً بذلك وجود أدب الطفل في الإعلام الليبي. وقد وثق إرثه في كتب مطبوعة، أبرزها ديوان “من أغاني أطفال بنغازي” (1976).
يشهد له المقربون، ومنهم الموسيقار يوسف العالم، بأنه كان صادق اليقين، وأن الطفولة وأغانيها كانت مشروعه وهمّه ومتعته.
رحل الشاعر عبدالمطلوب محمد المقوب من مواليد 1946 ،في 31 ديسمبر 2020 ولكن صوته الدافئ لن يغيب
