استطلاع وتصوير / التهامي بلعيد
رغم مرور التعليم الجامعي في ليبيا بعدة تحولات خلال السنوات الأخيرة، يبقى التساؤل حاضرًا: هل استطاع هذا التعليم أن يواكب طموحات الطلبة، ويؤهلهم فعلاً لسوق العمل؟

الطالب شهاب من كلية الإعلام يرى أن التحسن موجود لكنه محدود: «التعليم تغيّر قليلاً، والمناهج أصبحت تحتوي على مواد عملية أكثر من السابق، لكن الإمكانات ما زالت ضعيفة، ولا توجد فرص كافية للتدريب. نحتاج إلى بيئة تشجع على التطبيق بدل الحفظ».
ويضيف أن المناهج تحتاج إلى تحديث مستمر حتى تواكب التطور التقني في مجالات الإعلام والاتصال.

من جانبه، يشير الطالب هشام بن طالب إلى أن نقص الإمكانات هو الجدار الذي يصطدم به كل تطور: «نفتقر إلى المعدات الضرورية، مثل الكاميرات وأجهزة الصوت، وحتى معامل التدريب غير مفعّلة. ما نتعلمه في القاعات مختلف كثيرًا عن الواقع العملي، وهذا يخلق فجوة كبيرة حين نلتحق بسوق العمل».
ويقترح أن تُعقد شراكات بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية لتوفير فرص تدريب حقيقية للطلاب.

أما الطالبة غيداء علي فترى أن المشكلة أعمق من مجرد تجهيزات، وتكمن في طريقة إدارة العملية التعليمية: «الطالب يعتمد على نفسه في كل شيء تقريبًا. هناك حاجة لإعادة بناء المنظومة بالكامل، من المناهج إلى طرق التدريس. نحن بحاجة إلى أساتذة يوجّهون الطلبة بطريقة حديثة، لا أن يلقّنوهم المعلومات فقط».
في المقابل، تبدي أروى محمد نظرة أكثر توازنًا: «التعليم الجامعي يلبّي جزءاً من الطموحات، وهناك أساتذة مميزون فعلاً.
لكن غياب نظام واضح يربط الجانب الأكاديمي بالتدريب العملي يجعل الطالب يتخرج دون أن يلمس الواقع المهني. نحن بحاجة إلى تطبيق فعلي لكل ما نتعلمه في المحاضرات».

تجمع هذه الأصوات على أن التعليم الجامعي في ليبيا يسير نحو التحسن بخطوات بطيئة، لكنه ما زال بعيدًا عن طموحات الشباب الذين ينتظرون أن يروا في جامعاتهم بيئة حقيقية للإبداع والابتكار.
فالمطلوب اليوم ليس مجرد تطوير المناهج، بل تغيير فلسفة التعليم نفسها، لتتحول الجامعة من مكان للدراسة فقط إلى مساحة تصنع فيها الكفاءات ويُبنى فيها المستقبل.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية