منصة الصباح
د.علي المبروك أبوقرين

العنف الأسري وتشوهات التربية ومآلاتها الصحية والمجتمعية

تعاني كثير من المجتمعات من تفشي العنف الأسري واتباع أساليب تربوية خاطئة وخطيرة تزرع في الأبناء الخوف والاضطراب بدلًا من الثقة والأمان.

وهذه الممارسات لا تقتصر آثارها على لحظات الغضب والعقاب ، بل تمتد جذورها في النفس لتتحول إلى اضطرابات سلوكية وآثار نفسية عميقة ، تُنتج شخصيات مهزوزة أو عدوانية ، وقد تنحرف نحو تعاطي المخدرات أو ارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها.

إن العنف الأسري لا يدمر الأفراد فحسب ، بل يُفكك الأسر ويزرع البغضاء بين أفرادها ، ليقود إلى الطلاق والتشرد والخصام ، ويتسع أثره ليطال علاقات الأرحام ، حتى بين الإخوة والأخوات ، فتتولد نزاعات وصراعات قد تصل إلى المحاكم والتهديدات وربما ما هو أسوأ.

وهكذا يتحول البيت من مأمن ودفءٍ إلى ساحة صراع ، ويغدو المجتمع مهددا في قيمه وتماسكه ، ومن هنا تبرز الضرورة الوطنية والإنسانية للاهتمام بطب الأسرة والصحة النفسية والعقلية ، وتعزيز طب المشورة والإرشاد الأسري ، والتوسع في برامج الصحة المدرسية ، والعمل على بناء الشخصية السوية منذ الصغر ، ومعالجة التشوهات الأسرية والانحرافات السلوكية قبل أن تستفحل.

كما يجب تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والاقتصادي للأسر الضعيفة والهشة ، لضمان استقرارها وقدرتها على التربية الصالحة والرعاية المتوازنة ، فالمجتمع السليم لا يُبنى بالعقاب والخوف ، بل بالمحبة والبر والتسامح والتفاهم ، ولا يزدهر بالعنف والانقسام ، بل بالعدل والرحمة والتكافل.

ومن سلامة الأسرة تنبع سلامة المحتمع والوطن ، ومن استقرارها تولد التنمية والعافية والأمان .

د.علي المبروك أبوقرين

شاهد أيضاً

مفتاح المصباحي

من يكفل حق المهاجرين..؟!

تُطالعنا الأخبار كل يوم بإعادة مجموعات من المهاجرين من داخل البحر إلى الأراضي الليبية، وكذلك …