منصة الصباح
دراسة أمريكية تحذّر: ضعف حاسة الشم من أكثر آثار كوفيد-19 استمرارًا..

دراسة أمريكية تحذّر: ضعف حاسة الشم من أكثر آثار كوفيد-19 استمرارًا..

اعداد: تقوى البوسيفي

على الرغم من انحسار جائحة كوفيد-19، فإن آثارها طويلة الأمد ما زالت تتكشف، إذ حذّر علماء في دراسة حديثة وموسعة من أن الفيروس ترك وراءه نسبة كبيرة من الأشخاص يعانون ضعفًا في حاسة الشم، حتى دون أن يدركوا ذلك.

وأكدت الدراسة أن هذا الضعف لا يقتصر على التأثير في جودة الحياة فقط، بل قد يشكل خطرًا على السلامة الشخصية والصحة العقلية، وربما يكون مؤشرًا مبكرًا لأمراض عصبية مستقبلية مثل الزهايمر وباركنسون.

أكبر دراسة من نوعها

أُجريت الدراسة ضمن مبادرة RECOVER التابعة للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة (NIH)، بدعم من مركز العلوم السريرية بجامعة نيويورك “لانغون هيلث”، ونُشرت نتائجها في مجلة JAMA Network Open.

وتُعدّ هذه الدراسة الأضخم حتى الآن في تتبّع العلاقة بين فيروس كورونا وضعف حاسة الشم (Hyposmia)، إذ شملت 3,535 رجلاً وامرأة، من المصابين وغير المصابين، خلال الفترة من أكتوبر 2021 إلى يونيو 2025.

نتائج مقلقة

اعتمد الباحثون اختبارًا معيارياً يُعرف باسم اختبار جامعة بنسلفانيا لتحديد الرائحة (UPSIT)، الذي يقيس القدرة على تمييز 40 رائحة مختلفة.

وجاءت النتائج لتكشف عن مؤشرات مقلقة:
• 80% من الذين أبلغوا عن تغير في حاسة الشم بعد الإصابة بكوفيد-19 سجّلوا درجات منخفضة في الاختبار بعد نحو عامين من الإصابة.
• 23% من هذه الفئة فقدوا حاسة الشم كليًا أو بدرجة شديدة.
• 66% من المشاركين الذين لم يلاحظوا أي تغيّر في حاسة الشم أظهروا أيضًا ضعفًا خفيًا عند التقييم السريري.
• حتى 60% من غير المصابين بالفيروس أظهروا أداءً أقل من الطبيعي، ما يرجح أن بعضهم ربما أُصيبوا دون تشخيص مؤكد خلال الجائحة.

تحذيرات الخبراء

تقول الدكتورة ليورا هورويتز، المؤلفة المشاركة في الدراسة:

“تؤكد نتائجنا أن من لديهم تاريخ من الإصابة بكوفيد-19 معرضون بشكل خاص لخطر ضعف حاسة الشم، وهي مشكلة لا يتم تقدير حجمها الحقيقي بين عامة الناس.”

وتضيف أن فقدان الشم لا يقتصر على الجانب الحسي فحسب، بل قد يؤثر في سلامة الفرد وصحته النفسية، إذ يعجز البعض عن اكتشاف تسرب الغاز أو الدخان أو فساد الطعام، فضلًا عن ارتباط فقدان الشم بالاكتئاب وفقدان الشهية ونقص الوزن.

مؤشر لأمراض عصبية

وأشار الباحثون إلى أن ضعف الشم قد يكون إشارة مبكرة لأمراض تنكسية عصبية مثل الزهايمر وباركنسون، حيث تتأثر في هذه الحالات مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة الروائح.

توصيات ودعوات للفحص المبكر

أوصت الدراسة بضرورة إدراج اختبار الشم كجزء من الفحوص الروتينية للمتعافين من كوفيد-19، حتى وإن لم يشتكوا من فقدانه، لما قد يكشفه من مؤشرات صحية خفية.

كما يعمل الباحثون حاليًا على استكشاف علاجات محتملة تشمل التدريب الشمي — أي إعادة تعويد الدماغ على التمييز بين الروائح تدريجيًا — بالإضافة إلى مكملات فيتامين (أ) التي قد تسهم في تجديد خلايا الشم التالفة.

يؤكد العلماء أن ضعف حاسة الشم بعد كوفيد-19 لا يزال قضية صحية غير مقدّرة بما يكفي، وأن الوعي بها قد يسهم في الوقاية من مشكلات أعمق على المدى الطويل، سواء على صعيد الصحة العقلية أو العصبية.

شاهد أيضاً

الصحة العالمية تحذر: فيروس RSV يهدد الرضع…وطرق واعدة للوقاية

الصحة العالمية تحذر: فيروس RSV يهدد الرضع…وطرق واعدة للوقاية

إعداد: تقوى البوسيفي حذّرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، …