منصة الصباح

نوبل.. وبازار السلام

مُنحت جائزة نوبل للسلام لرالف بانش، أنور السادات، مناحيم بيغن، ياسر عرفات، شمعون بيريز، إسحاق رابين، فرانكلين روزفلت، هنري كيسنجر، جيمي كارتر، وباراك أوباما، وآخرين، فيما أخفق دونالد ترامب في نيلها هذا العام رغم سعيه المحموم للحصول عليها زاعمًا إبرام اتفاقات سلام وإنهاء ثماني حروب خلال ثمانية أشهر.

قالت لجنة الجائزة أنها قررت منحها للناشطة الفنزويلية قبل يومين فقط من توقيع اتفاق الهدنة بين حماس والكيان، مع أن الاتفاق لم يكن وليد الصدفة، بل جرى التمهيد له قبل لحظة الصفر بأيام، ويبدو أن أمام “ترامب” اثني عشر شهرًا أخرى عليه أن يُنجز خلالها المزيد من المهام، فيما يركض خلف الجزرة.

في صحوة ضمير كتب ألفريد نوبل وصيته سنة 1895م، وكانت النرويج والسويد اتحادًا واحدًا، لكنه انهار بعد عشر سنوات، فانفصلت النرويج رسميًا وبقيت جائزة نوبل للسلام تُمنح من أوسلو، بينما تُمنح بقية الجوائز من ستوكهولم، وبعد الوصية بتسع عشرة سنة اندلعت الحرب العالمية الأولى مخلفة ملايين الضحايا، وصمدت الجائزة، وبعد الوصية بأربع وأربعين سنة اندلعت الحرب العالمية الثانية التي اختُتمت بمأساة هيروشيما وناجازاكي، حيث حلت القنابل الذرية — التي اختيرت مواقع تفجيرها وفق دراسات دقيقة — محل الديناميت، ومجددًا صمدت الجائزة.

بعد نصف قرن تقريبًا من الوصية، انطلقت الحمى النووية، واليوم لدينا 9 دول نووية هي الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، المملكة المتحدة، فرنسا، الصين، الهند، باكستان، كوريا الشمالية، وإسرائيل، وثمة آخرون يحثون الخطى للانضمام لهم، ولدينا شعوب مازالت تعاني من آثار التفجيرات النووية على ترابها، وحروب تشتعل في كل مكان، وأعداد متزايدة من المهاجرين والنازحين تلقي بهم الصراعات نحو المجهول، وتستنزف ثرواتهم على أعتاب أباطرة المال وقراصنة السلاح والمخدرات، ومع ذلك، يحتفي العالم سنويًا بمنح الجائزة.

وأتساءل: ماذا قدمت الجائزة للسلام خلال مئة وثلاثين عامًا؟ وما هو هذا السلام الذي تكرّمه؟ هل هو حقيقة دائمة أم حالة مؤقتة مرهونة بتوافقات وحسابات غير مضمونة؟ خاصة وأن من حامليها مَن خرق السلام، حيث دمّر “مناحيم بيغن” مفاعل العراق بعد نوبله بثلاث سنوات ثم اجتاح جنوب لبنان مخلفًا الضحايا والدمار في العام التالي، ولم يتم سحب الجائزة منه ولا حتى توجيه إنذار.

أحلام محمد الكميشي

شاهد أيضاً

تحذيرات من كارثة بيئية في مرسى ديلة غرب الزاوية بسبب تراكم النفايات

تحذيرات من كارثة بيئية في مرسى ديلة غرب الزاوية بسبب تراكم النفايات

حذّرت جمعية علم الأحياء البحرية الليبية من تدهور الوضع البيئي في منطقة مرسى ديلة الواقعة …