منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
إعداد: تقوى البوسيفي
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا – بيركلي، عن وجود ارتباط بين التعرض لبعض المواد الكيميائية الموجودة في منتجات العناية الشخصية وبدء البلوغ المبكر لدى الفتيات، بينما لم تُسجّل نتائج مشابهة لدى الفتيان.
الدراسة، التي نُشرت في المجلة الطبية الأمريكية (Environmental Health Perspectives)، حلّلت بيانات أكثر من 300 طفل ضمن مشروع بحثي طويل الأمد يُعرف باسم CHAMACOS، والذي يتابع صحة الأمهات والأطفال في منطقة وادي ساليناس بولاية كاليفورنيا منذ ما قبل الولادة وحتى المراهقة.
وأوضح الباحثون أن النساء المشاركات خضعن لتحاليل بولية أثناء الحمل لقياس مستويات مواد مثل الفثالات (Phthalates) والبارابين (Parabens) والفينولات (Phenols)، وهي مركّبات تُستخدم على نطاق واسع في مستحضرات التجميل، والعطور، والصابون، والشامبو، ومعقمات اليدين، وكريمات البشرة. كما تم تحليل عينات بول لأطفالهن عند بلوغهم سن التاسعة.
وأظهرت النتائج أن ارتفاع تركيز بعض هذه المواد في بول الأمهات أثناء الحمل ارتبط ببلوغ مبكر للفتيات، خاصة في ما يتعلق بنمو الشعر العاني وبداية الحيض، في حين أظهرت العينات التي أُخذت من الأطفال ارتباطًا بين الميثيل والـبروبيل بارابين وبدء مبكر لتطور الثديين والحيض.
أما عند الفتيان، فلم تسجّل الدراسة أي علاقة واضحة بين هذه المواد وتوقيت البلوغ، باستثناء حالة واحدة ارتبط فيها البروبيل بارابين بتطور مبكر طفيف للأعضاء التناسلية.
وأشار الفريق البحثي إلى أن هذه النتائج قد تفسَّر أيضًا بعامل عكسي، وهو أن الأطفال الذين يدخلون مرحلة البلوغ مبكرًا قد يستخدمون منتجات العناية الشخصية بشكل أكبر.
كما حذر الباحثون من أن الدراسة أُجريت على عينة محدودة من الأطفال المنحدرين من أسر لاتينية منخفضة الدخل، ما قد يحدّ من تعميم النتائج على مجتمعات أخرى.
وأكدت الدراسة، المموّلة من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية (NIEHS) ووكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)، أن هذه النتائج تضيف دليلًا جديدًا على التأثير المحتمل لبعض المواد الكيميائية المسببة لاختلال الهرمونات (Endocrine Disruptors) على صحة الأطفال وتطورهم الجسدي، داعيةً إلى مزيد من الأبحاث حول الاستخدام الآمن لمستحضرات العناية الشخصية.
