الصباح/ خاص
صدرت حديثًا للروائية الليبية ليلى المسطاري روايتها الأولى “آدم في جنة الرمال”، وهي تجربة تفتتح بها مسيرتها الأدبية، وتدخل من خلالها إلى عالم السرد الروائي عبر أجواء تجمع بين الفانتازيا والواقع، وبين التاريخ والتراث، وصولًا إلى الغوص في البعد النفسي للإنسان.
تنتمي الرواية إلى أدب الفانتازيا، إذ ترسم صورة لقبيلة من الجن تسكن الصحراء، غير أن عالمها لا ينفصل عن الواقع، بل يتخلله حضور قوي للحرب الأهلية ومشاهد مستمدة من الذاكرة الجماعية، إلى جانب إشارات من التراث والتاريخ.
الكتابة والخيال
كما تتناول الرواية اضطراب ما بعد الصدمة والهلوسة كجزء من رحلة البحث عن المعنى وسط الفوضى. وتوضح الكاتبة أن هذه الصور المتنوعة تلتقي في لوحة واحدة، أرادت أن تحمل رسالة للتعاطف مع الآخر، وللتذكير بأن النسيان والسلام هما الغاية التي يتطلع إليها الجميع.
المسطاري ترى أن الدافع الأول وراء هذا العمل هو حبها العميق للكتابة وعوالم الخيال، التي تمنح ـ كما تقول ـ مساحة حرية أكبر من الواقع. ومن هذا الحب ولدت الرغبة في أن تحمل كتابتها رسالة إنسانية ذات أثر.
“في آدم في جنة الرمال” كانت الرسالة هي السلام: سلام مع الذات، ومع الآخر، ومع الماضي المثقل.
أما رحلة الكتابة فقد امتدت لسنتين كاملتين، بدأت ملامحها الأولى منذ أيامها الجامعية، حيث كانت تدوّن مسودات الرواية إلى جانب كتابات أخرى. غير أن النص، كما تقول، ظل يرافقها طوال تلك الفترة حتى قررت المضي في طريق النشر هذا العام.
وعن شعورها بعد صدور العمل، تشير المسطاري إلى أنها راضية عن التجربة، مؤكدة أن النص لا يحيا إلا بقرائه، مستشهدة بقول المفكر إدوارد سعيد “النصوص لا تعيش إلا بقرّائها”. وتضيف أن استقبال النقد، سواء جاء إيجابيًا أو سلبيًا، يعني أن النص بات حيًا ولم يعد مجرد أوراق منسية على رف.
وتطمح الكاتبة أن تكون هذه الرواية بداية لرحلة أطول في عالم الأدب، وخطوة أولى في مشروع كتابي أوسع، مؤكدة أن الحلم بالسلام سيظل الخيط الناظم لأعمالها المقبلة.