هاشم شليق
أغلب الثورات والحكومات عبر التاريخ انتكست نتيجة التباعد بين القيادات والجماهير..فهي لم تتمكن من تمرير رسائلها إلى الجمهور بالصورة الصحيحة..أي فشلت في مجال العلاقات العامة..
واعلامنا حاليا غير مقصّر لكن مبتغى النهر الرسمي مزيد من التدفق طالما لا وجود لحاجز شعبي..حيث قال مصدر في حزب العمال البريطاني “لقد أدركنا منذ وقت طويل أننا يجب أن نذهب إلى حيث يوجد الناس”..كما تناقلت تقارير إعلامية ضرورة العمل بشكل أوثق مع المبدعين والمؤثرين وصناع المحتوى والمنصات الصغيرة..
لذا تقول كاتبة في صحيفة الفايناشنال تايمز “إن عادات استهلاك الأخبار لدى الجمهور تتغير بسرعة في بريطانيا”..فالمؤثرين البريطانيين وحدهم لديهم ربع مليار متابع حول العالم..مستحضرة تقرير رويترز للأخبار الرقمية لعام 2025 الذي بيّن أن نسبة الذين يحصلون على أخبارهم من السوشيال ميديا ارتفعت إلى 39%..
في حين في الولايات المتحدة ارتفعت نسبة الذين يستقون أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي أو شبكات الفيديو مثل يوتيوب إلى 54% متجاوزة الأخبار التلفزيونية..مستشهدة بإطلاق محتوى شبابي بريطاني جذّاب ذو طابع سياسي عبر تيك توك حقّق أكثر من 4.5 مليون مشاهدة في لحظات..
لذا دعت إلى إقامة جلسات حوارية مستمرة حول أفضل طرق التعاون بين المؤثرين وبين الدولة كما حدث في مقر الحكومة الأسبوع الماضي..وكذلك لقاءات مباشرة مع موظفين إعلاميين ومستشارين
وذلك للدفع بسياسة تفاعلية سلسة ومرنة..مع تحذيرات من التضحية بدور الإعلام التقليدي كسلطة مراقبة للحكومات..إذن تغيير المسار كخطوة تواكب تطوّر الإعلام وتحوّله نحو المحتوى القصير والمرئي..
ختاما نتمنى إطلاق منصة رقمية شبابية تحت مظلة منصة الصباح متى سنحت الظروف..بإعتبار أن نسبة الشباب الليبي تحت 30 سنة تشكل 60 % بينما تحت سن 15 يشكلون 33%..فالرقمنة الإعلامية أتت لتسد الفجوة بين الخطاب وتحديات الواقع..