منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
حنان علي كابو
صدر عن دار الجابر للنشر والتوزيع الديوان الأول للشاعر عبد الرسول بوالرسل الحاسي، بعنوان “تأريخ الهشاشة”، في 113 صفحة تتوزع على 45 نصًا شعريًا، يبحر عبرها في تفاصيل هشاشة الإنسان، بين الانكسار والمقاومة، وبين طفولةٍ تظل حيّة رغم قسوة الزمن.
النصوص هنا ليست مجرد قصائد، بل نوافذ صغيرة على الحياة، حيث تتحوّل الإبرة والخيط والباب إلى رموز تحيك قصة الوجود، وتوثّق اللحظات التي نحاول عادةً إخفاءها. أما الغلاف، بتصميمه الذي يجمع بين خيط وإبرة في ألوان هادئة، فيحمل روح العمل كله: ترميم الجروح، وجمع شظايا القلب، والمضيّ نحو النور.
وعند سؤالنا: هل يؤرخ هشاشته أم هزائمه الخاصة؟ وهل الكتابة فعل هشاشة؟ يقول الحاسي:”الهشاشة ليست هزيمة، بل صدق إنساني يوثق لحظات الكسر وإعادة البناء. الكتابة ليست هشاشة في ذاتها، لكنها تصبح كذلك إذا فقدت صوتها الصادق. بالنسبة لي، الكتابة مقاومة، وخيط يحيك شروخي، وسلاح أواجه به عتمة العالم”.
ويشبّه لحظة الإصدار بولادة جديدة بالقول: الكتاب الذي يخرج للنور، ليس ورقًا وحبرًا فقط، بل مولود تفرح به وتخاف عليه. تحضّره سنوات، وتغذّيه من وجعك وفرحك، ثم تطلقه للناس كما تفتح الأم باب بيتها لتقول: هذا ولدي، ها هو أمامكم”.
وبالنسبة له، الإصدار المطبوع ليس فقط فعل نشر، بل شهادة ميلاد أدبية، وانتقال للنص من دائرة الذات إلى فضاء القراء، حيث يبدأ حوار مفتوح مع الزمن والآخرين.
وفي النهاية، يترك الحاسي وصيته الشعرية:”أتمنى أن يعيش هذا الديوان أثره في وجدان القارئ بلا حاجة لاسمي أو سيرتي، فالنص الحقيقي يمضي في حياته الخاصة، كما يمضي النهر بعد أن ينسحب الغيم الذي أنجبه”.
عبد الرسول محمد عبد الرسول يونس، المعروف أدبيًا بـ بوالرسل الحاسي، شاعر وكاتب من مواليد مدينة شحات في 24 أكتوبر 1994. متحصّل على ليسانس في الآثار الكلاسيكية من جامعة عمر المختار (2015).
يكتب الشعر الشعبي والنثر الشعري، إضافة إلى القصة القصيرة والمقالات النقدية والفكرية، ونُشرت أعماله في صحف ومجلات ليبية مثل الليبي وفسانيا وبلد الطيوب، وله قصائد مسموعة عبر تطبيق قوافي.
