منصة الصباح

بروفايل الصباح: فتحي العماري.. عفوية الأداء صنعت ضحكتنا مع “المسقّم”

حمزة جبودة

من الفنانين الليبيين الذين كان أداءهم عفويًا ولهذا أحببناه، مع شخصية “فتحي المسقم” التي تُعتبر من أهم الشخصيات التي عاشت ومازالت تعيش معنا.

لا نراه على القنوات في لقاءات عن أعماله الفنية التي مازالت الأجيال تحفظها وتحرص على متابعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ليست لديه تصريحات أو صور كثيرة ولا نراه في أغلب المهرجانات الليبية وغيرها. ومع كل هذا اسمه لم يغِب عن الليبيين والليبيات.

عفوية أداء شخصية “فتحي المسقم” هي كلمة السرّ في مشوار الفنان الكبير فتحي العماري. ونادرًا ما يُقترن أي الفنان أو فنانة، بشخصية فنية واحدة، تبقى لسنوات وتُحافظ على وجودها بين الجمهور، على الرغم من الأعمال الفنية التي تُنتج سنويًا. ولم تؤثر على ذاكرة هذا الجمهور، بل ترسّخت أكثر، إلى درجة أصبحت تلك الأعمال القديمة هي المعيار لأي عمل كوميدي جديد. وهذه القصة تتجدد مع كل موسم رمضاني للأعمال الفنية الليبية.

هذا التاريخ الحافل بالضحك والفرح، له علاقة كبرى مع المسرح في مسيرة الفنان فتحي العماري، فقد بدأ في فترة الثمانينيات مع عروض مسرحية منها “الشمس تشرق على الجميع” و”انا مش طرزان” و “كان ياما كان” و”الحاجز” وغيرها من الأعمال التلفزيونية والمسرحية.

وتعرّف الجمهور عليه عن كثب في أعمال فنية عُرضت ضمن المواسم الفنية الرمضانية، أو ما تُعرف ببرامج المائدة، “عائلة دردنو” و”من الأخير” لكل أجزاءها، و”يسارها”.

صناعة الضحك، مهنة صعبة، لا يدخل عالَمها أي فنان أو فنانة. أن تجعل الآخرين يضحكون من قلوبهم، يتفاعلون مع الشخصية وحكايتها، ليس بالأمر السّهل.

هناك من حاول وفشل وهناك من مازال يجتهد ويحاول، وبين هذا وذاك، نوع آخر من الفنانين، مجرد حضورهم على الشاشة، مجرد مشاهدة أي عمل لهم، سيجعل الجميع يبتسم، وكأنه يرى أحد أفراد عائلته على التلفزيون، وهذا ما عِشناه مع أعمال الفنان الكبير فتحي العماري.

في أول حلقات “بروفايل الصباح” أحببنا أن نفتتح بقصة فنان يستحق أن نقدم له امتنان كبير، لأنه صنع بهجتنا لسنوات، كان معنا في كل موسم رمضاني، كان معنا حين كنا نحتاج للضحك نحتاج لمن يرسم ابتسامة على وجوهنا، وحقيقةً فتحي العماري لم يبخل معنا، بل كان ومازال كريمًا معطاءً وفنانًا معنا.

شاهد أيضاً

أيقونة النضال"سُهى بشارة" تودّع الرحباني

أيقونة النضال “سُهى بشارة” تودّع الرحباني

شهدت مراسم جنازة الفنان اللبناني “زياد الرحباني“، بالعاصمة اللبنانية بيروت، يوم أمس الإثنين، حضوراً لافتاً …