بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
مرحلة ما بعد الحرب ليست أقل أهمية إذا لم نقل أقل صعوبة من مرحلة الحرب، لغير سبب وجيه.
قد تكون مرحلة ما بعد الحرب، هي مرحلة أنهاء الاشتباك، وقد تكون محطة بين اشتباكين.
ارتياح الليبيين لوقف اطلاق النار، أو بصورة أدق أغلب الليبيين، هو استفتاء حقيقي على تأييد الحل السلمي، والحوار السياسي.
ولكن في كل الأحوال نحن في حاجة لتصميم وثيقة، نسميها عقدا اجتماعيا، ميثاق شرف، إعلانا دستوريا مكملا.
المهم أن تتضمن الوثيقة، ثوابت، أو قواعد حاكمة، تتعلق باستقلال ليبيا، ووحدتها، وحرمة دماء الليبيين، ومقدراتهم.
يضاف إلى القواعد الحاكمة، الهوية الليبية الجامعة، التي تجمع كل مكونات ليبيا، بكل التنوع الذي ينبغي أن يكون خلاقا.
كما تتضمن الوثيقة، الامتناع نهائيا عن الاحتكام للقوة، أو استيفاء الحقوق بغير القانون، واحتکار سلطة الإذعان لمؤسسة الدولة.
وتتضمن الوثيقة أيضا، تعزيز قيم المواطنة ونبذ خطاب التفوق، والتمييز لأي سبب بين الليبيين، واحترام المثل المدنية.
وتحتوي الوثيقة بالضرورة، نبذ خطاب الضغينة، والتشفي، والشيطنة، والتكفير، والتخوين وكل ما يهدد السلم المجتمعي.
زيادة على ذلك عدم استغلال القبيلة أو المنطقة، أو المكون، للنفاذ من العقاب، للخارجين على القانون. .
وتتضمن الوثيقة القبول بنتائج الانتخابات، واحترام مبدأ الشعب مصدر السلطات، وادارة الخلافات بصورة سلمية، دون فرض الآراء بالقوة.
إلى جانب ثوابت أخرى لا تحتاج إلى تثبيت، كالفصل بين السلطات، واستقلالية وسائل الإعلام، وضمان حرية التعبير.
بالتأكيد ليس نهاية بالعمل على رفع معدلات التنمية، والمساعدة في تحسين أداء قطاع الخدمات، وإرجاء المطالبات بالتعويض حتى استقرار مؤسسات الدولة.