منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
د.علي المبروك أبوقرين
يتداول الحديث في الوسط الاجتماعي في بلادنا عن نبات الشيح وفعاليته في علاج السرطان ، وهذا كان نتيجة علاجات تقليدية قام بها متخصص في العلاج الشعبي التقليدي ، أو ما يعرف بالعلاج البديل ، ويسمى بمسميات عديدة في بلدان اخرى ، والعلاج البديل تعتمده بعض الدول كعلاج معتمد ومنها الصين ودول شرق أسيا والهند والكثير من الدول الأفريقية ومعظم الدول العربية حتى منتصف القرن العشرين ، والشيح نبات معروف في الصين والدول العربية ، واستخدمه الصينيون منذ الفي عام في علاج الحمى واستمر حتى يومنا هذا ، وساهمت الدكتورة تو يو يو العالمة الصينية المتخصصة في الطب والكيمياء الدوائية في اكتشاف فعالية مادة الأرتيميسنين المشتقة من الشيح في علاج داء الملاريا من خلال النصوص الطبية الصينية القديمة ، وكان علاج فعال أنقد حياة الملايين من البشر وتحصلت على جائزة نوبل في الطب عام 2015 لهذا الاكتشاف العظيم القديم الجديد ، ومع ظهور جائحة الكورونا في بداية عام 2020م كانت هناك محاولات وإتصالات مع منظمة الصحة العالمية والمراكز البحثية وشركات الأدوية ومع المهتمين من الزراعيين المتخصصين في النباتات الطبية لبدل مزيد من الأبحاث والدراسات العلمية لمدى فعالية نبات الشيح الحولي او الحلو كما يطلق عليه في مختلف البلدان ( Artemisia Annua ) لعله يجدي في علاج الكورونا ( الكوفيد 19 ) .
واتضح ان الكثير من المراكز البحثية المتخصصة قامت بأبحاث ودراسات عن مادة الارتيميسنين المشتقة من نبات الشيح ووجد ان لها تأثير فعال على الخلايا السرطانية وتظهر سمية انتقائية تجاه الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الخلايا الطبيعية مما أظهرت مادة الارتيميسنين انها علاج واعد ومضاد للسرطان ، ومعظم النتائج المعملية اثبتت فعاليتها بالخلايا السرطانية الغنية بالحديد وتسبب لها الموت المبرمج ، أو ما يعرف بالتدمير الذاتي للخلايا السرطانية ، وتحافظ على الخلايا السليمة الطبيعية ، وهناك العديد من الأبحاث عن مادة الارتيسونات المشتق الصناعي ، وبعض الدراسات السريرية واعدة بأن مادة الارتيميسنين المشتقة من نبات الشيح الحلو لها نتائج ايجابية في علاج بعض الأمراض السرطانية ، وتحتاج لمزيد من الدراسات السريرية وفهم اليات وفعالية هذا العلاج في برتوكولات علاجية معتمدة ومقننة علميًا من خلال مراكز الأبحاث العلمية والطبية العالمية ، ومراكز الرقابة على الأدوية المعروفة عالميًا لإجازة الاستخدامات الطبية العلاجية ، والمطمئن انه في الفترة الاخيرة هناك تطورات كبيرة في علاج العديد من الأمراض السرطانية وتطور في البرتوكولات العلاجية ، مع تطور التقنيات الطبية الحديثة ، والعلاجات المتعددة منها الكيميائي والهرموني والموجه والجيني والمناعي .
والعلاج الإشعاعي الذي يشهد تطور تكنولوجي في التجهيزات والفعالية والآمان ، ونرجوا أن يشهد العلاج بمادة الارتيميسنين المشتقة من الشيح الحلو المزيد من الاهتمام العلمي والدراسات السريرية ، ونرجوا من الجامعات الليبية وكليات الطب والمراكز البحثية والجهات المختصة في الصحة والزراعة والصيدلة والصناعات الدوائية الاهتمام بجميع النباتات الطبية التي تنتشر في بلادنا ومعروفة من مئات السنين ومنها الشيح الحلو وغيره ، ومن الأهمية توطين صناعة الأدوية في البلاد ، وبالضرورة التركيز على الوقاية من أمراض السرطان ، وتكثيف التوعية الصحية المجتمعية ، وتوفير الخدمات الصحية الاستباقية والوقائية والعلاجية والتأهيلية لأمراض السرطان ، وتوفير الكوادر الطبية المتخصصة والمؤهلة تأهيل عالي والمجازة من الجامعات العالمية المتقدمة ، والتمريض المتخصص المؤهل ، والأدوية الحديثة المعتمدة والأصلية المستوردة من مصادرها الأصلية ، وان يوفر العلاج بالمؤسسات الصحية الحكومية وتحت رقابة صارمة وحوكمة وشفافية مستمرة ، ولا يجب تداوله خارج منظومة النظام الصحي وخارج سلاسل الإمداد الوطنية المغلقة .
الأمراض السرطانية بالإمكان الوقاية من معظمها ، ومع الكشف المبكر بالإمكان علاجها مبكرًا ، وبالإمكانيات الحديثة والبرتوكولات التشخيصية والعلاجية المتطورة والقوى العاملة الصحية المدربة والمؤهلة والمستشفيات والمراكز الطبية الحديثة والمجهزة بأحدث التقنيات والتكنولوجيا الطبية المتطورة يتم علاج معظم الحالات بكرامة وإنسانية وبدون إرهاق نفسي وجسدي ومادي للمرضى وذويهم والمجتمع.
العلاجات التقليدية المجربة مصاحبة للبشرية وتحتاج للتوعية والإرشاد والمتابعة من المختصين المؤهلين والمجازين ، ويجب أن تكون متابعة من خلال المنظومة الصحية . والنظام الصحي القوي والفعال والمنصف ضمان وحماية لتعزيز الصحة وتحسينها وللخدمات الصحية وجودتها ..
نسأل الله الشفاء العاجل لكل مريض
