جمعة بوكليب
زايد…ناقص
أسماءٌ روائية جديدة، مثل نجوم متلالئة في سمائنا، برزت مؤخرًا في الساحة الثقافية الليبية، من الجنسين، ومن أعمار مختلفة، وجهات ومدن مختلفة، ولفتت إليها الأنظار، وحظيت بتقدير وأحترام كبيرين.
الأسماء الروائية الجديدة استحقت بجدارة فرض حضورها، وأن توضع، جنبا إلى جنب، مع أسماء روائية ليبية سجلت بابداع تألقها في عالم الرواية الليبية والعربية.
أتيحت لي فرصة الاطلاع على نتاج البعض من الروائيين الجدد.
كما سمعتُ أو قرأتُ عن أسماء أخرى لم تتح لي بعد فرصة قراءة ابداعاتهم. الروائيون الليبيون الجدد لا تنقصهم الموهبة، ويتفاوتون في الانشغالات الروائية.
المفارقة أن لأسماء الروائية الجديدة، وما قدمته من نتاجات إبداعية يقابلها غياب نقدي فادح. وهذا يعني أن الساحة الثقافية الليبية تعاني من خلل واضح، وتبدو وكأنها تسير على قدم واحدة.
غياب النقد لا يقتصر على الرواية، بل يمتد ويطول الشعر والقصة والمسرح. ذلك الغياب خلق فجوة هائلة في الساحة.
إذ كيف يبرز في سنوات قليلة عدد كبير من الروائيين من الجنسين ومن مختلف الأعمار، من دون أن تظهر حركة نقدية تواكب الابداعات الروائية الجديدة.
السؤال: لماذا لم يبرز لنا مع بين الروائيين الجدد ناقد أو أكثر في مستوى ما يقدمون من ابداعات؟
من الممكن التذكير بأن الحركة الشعرية العربية الحديثة ممثلة في مجلة شعر مرّت بنفس الأزمة لدى ظهورها، بأن عانت من غياب النقد.
ولهذا السبب اضطرت إلى خلق نقّاد من وسطها، على اتساق مع رؤيتها الجديدة للشعر.
أي أن الشعراء أنفسهم شعروا بالحاجة إلى النقد، فشمروا عن سواعدهم ودخلوا الساحة وأثروها نقديًا بكتاباتهم.
القلة من الروائيين الجدد حظوا بشيء من الاهتمام النقدي في ليبيا وخارجها، لأن رواياتهم فازت بجوائز أو ظهرت في القوائم القصيرة.
في حين أن الجزء الأكبر من الروايات الجديدة ظل متجاهلا نقديًا، الأمر الذي يجعل الروائيين الجدد يصابون بالاحباط.