منصة الصباح
فيلم Warfare.. خذعة أمريكية مستهلكة عن "غزو العراق" ووهم "الديمقراطية"

فيلم Warfare.. خذعة أمريكية مستهلكة عن “غزو العراق” ووهم “الديمقراطية”

الصباح / حمزة جبودة 

مشهد لقوات أمريكية تشاهد عرضًا موسيقيًا راقصًا لمجموعة من الفتيات، أثناء تأدية مهاهم في العراق.

هكذا اختار صُنّاع فيلم Warfare 2025 افتتاحية الفيلم المستند على حادثة وقعت في “19 نوفمبر 2006، الرمادي، العراق، فصيلة من القوات النخبة البحرية تتخذ موقع قنص، لدعم عملية قوات المشاة البحرية الأمريكية، تم صنع هذا الفيلم بناءًا على ذكرياتهم”.

مشاهد من الفيلم

بهذه الافتتاحية التقليدية المستهلكة، بدأت أحداث الفيلم الذي تدور قصته في إحدى بيوت العراقيين، تقتحمه قوات أمريكية وتسيطر على أجزاء منه، لمراقبة مجموعة من الإرهابيين، وفق تعريف الفيلم. لكنه لم يذكر هذه المجموعة لمن تتبع وما مدى خطورتها، أو حتى كيف سمحت بدخول أمريكان إلى بيت قريب جدًا من موقعهم؟! وما هي المهمة المحددة؟

نصف ساعة وأكثر والجمهور سيكتشف أن المشاهد ليست غريبة عنه، ولا حتى السيناريو أو الحبكة التي توضح باستمرار كيف يحمي الجيش الأمريكي الشعب العراقي، من هؤلاء الإرهابيين الأشرار؟ سردية ساخرة تجعلنا نتذكر معها البطل الخارق سوبرمان وبقية الأبطال الخارقين التي صنعتهم الأسطورة السينمائية.

مشاهد من الفيلم

مشاهد سينمائية اعتمدت على الأكشن والتضحية. التضحية لأجل مَنْ؟ العراق أم “البروباغندا” الأمريكية والبريطانية؟ لا يحتاج هذا السؤال إلى بيانات وأرقام للإجابة عليه، فقط ما يحتاجُ إليه نظرة ثاقبة وواقعية للعراق اليوم بعد قُرابة أكثر من عقدين من الغزو الأمريكي، ومشاهدة النتائج الكارثية التي صمّمها “بوش الإبن” وفريقه. الذي نجح في خِذاع العالم كله، بكِذبة “أسلحة الدمار الشامل”.

في افتتاحية الفيلم أُدرجت هذه الجُملة، “تم صنع هذا الفيلم بناءًا على ذكرياتهم”، ذكريات قوات النخبة الأمريكية. ذكريات لجيش احتلال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. جيش استخدم كل الأساليب لتخريب وتدمير مقدرات العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

تُحاول السينما الأمريكية عبر مؤسساتها الكبرى، تمرير ما يمكن تمريره من أفكار وتبريرات “ساذجة” عن تدخلها في شؤون دول العالم، ولا تهدأ أبدًا في إنتاج أكبر عدد من الأفلام ذات طابع حربي ودرامي معتمد على قصص وأحداث عاشها جيشهم في العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان وغيرها.

بدأ كل هذا فعليًا بعد حرب فيتنام، التي كانت الأخطر والأسوأ في تاريخ أمريكا مع خصومها. بعد هذه الحرب، تم صرف مليارات الدولارات على إعداد سردية أمريكية خاصة توضح أسباب الحرب من وِجهة نظر سياسات البيت الأبيض.

ولا مبالغة إن قُلنا أن “فيتنام” شكّلت “عُقدة النقص” أو “النُّقطة السوداء” في تاريخ أمريكا الحديث. لكونها الحرب التي مازالت حاضرة في وجدان الأمريكيين وفي عالم السينما إلى يومنا هذا، عبر التنقيب عن سِير ذاتية وأعمال روائية تخدم الصورة الأمريكية خارجيًا وداخليًا أيضًا.

شاهد أيضاً

إعادة تشغيل خط نفط الحمادة الزاوية

إعادة تشغيل خط نفط الحمادة الزاوية

تمكنت الفرق الفنية بشركة الخليج العربي للنفط من تشغيل خط نقل النفط الخام بين حقل …