كشفت شبكة CNN الأمريكية في تقرير استقصائي نُشر مساء الأحد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعمّد تضليل إيران إعلاميًا بشأن نواياه العسكرية، في محاولة لإخفاء خطة هجوم منسق استهدفت منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية.
ووفقًا لما نقلته الشبكة عن مصادر مطلعة داخل الإدارة الأمريكية، فإن ترامب أعطى تعليمات مباشرة لفريقه بالترويج لفكرة أن القرار بشأن الهجوم لم يُتخذ بعد، وأنه قيد الدراسة لمدة أسبوعين، بينما كانت الخطط قد اتُّخذت بالفعل وسارت نحو التنفيذ بشكل سري وممنهج.
في تصريح علني أدلى به ترامب يوم الخميس الماضي، قال إنه “سيقرر خلال أسبوعين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشن هجومًا على أهداف إيرانية”، مشيرًا إلى رغبته في “منح فرصة للمنطق” قبل اتخاذ القرار. غير أن شبكة CNN نقلت عن مصادر رفيعة أن هذه التصريحات كانت “جزءًا من عملية تضليل مدروسة” تهدف إلى كسب الوقت ومنع إيران من اتخاذ تدابير وقائية.
وفي فجر الأحد، وتحت اسم العملية “Midnight Hammer” (مطرقة منتصف الليل)، شنت قاذفات أمريكية غارات على ثلاث منشآت نووية إيرانية، في خطوة وُصفت بأنها “حاسمة ومفاجئة”، بحسب المصادر ذاتها.
وأكدت CNN أن ترامب كان يعتقد أن تضليل الإيرانيين بشأن توقيت القرار سيمنح القوات الأمريكية “عنصر المفاجأة”، ويُفشل أي استعدادات دفاعية مبكرة من طهران. وتشير المعلومات إلى أن الأوامر النهائية بالضربة الجوية صادق عليها ترامب رسميًا يوم السبت، من منتجع الغولف الخاص به في ولاية نيوجيرسي، بحضور وزير الدفاع بيت هيغسيث.
في السياق ذاته، كشفت منصة Axios أن واشنطن حاولت، بالتوازي مع التحضيرات العسكرية، فتح قنوات دبلوماسية خلفية من خلال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لترتيب لقاء غير معلن بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في إسطنبول، إلا أن المحاولة باءت بالفشل.
وأوردت مصادر إعلامية غربية أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، دخل في حالة “عزلة طارئة” واختفى عن الأنظار لبضعة أيام، كإجراء احترازي، بعد ورود تحذيرات من احتمالية وقوع تصعيد عسكري أمريكي مفاجئ.
وفي أول تعليق رسمي بعد تنفيذ العملية، قال نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في مقابلة مع شبكة NBC إن الرئيس ترامب “احتفظ بخيار إلغاء الضربة حتى اللحظة الأخيرة”، لكنه اتخذ القرار بالمضي قدمًا فيها، “دعمًا لمحاولات إسرائيل منع إيران من استكمال برنامجها النووي”.
وأضاف فانس أن هذه العملية قد “تُعيد رسم التوازنات في الشرق الأوسط”، وسط ترقب لرد إيراني قد يحمل طابعًا غير تقليدي، سواء عبر الهجمات السيبرانية أو الوكلاء الإقليميين.