الملاحظ أن الأسواق تغرق ببعض الفواكه قبل نضوجها وتستهلك قبل موسمها المعتاد ، والتي تسبب مشاكل صحية مختلفة لاحتوائها على مركبات يصعب هضمها ، وتحتوي على تركيزات عالية من المبيدات الكيماوية ، والتي بعضها لها تأثيرات ضارة لأنها تسبب وتساعد في تكاثر الخلايا السرطانية ، والتعرض المزمن للمبيدات الكيماوية يؤدي للفشل الكلوي وتلف الكبد ، والهرمونات الصناعية التي تعطل أمتصاص العناصر الغذائية ، وتضعف المناعة ، وتسبب أضطرابات هرمونية وسرطانات ، وتراكم الهرمونات الصناعية في الجسم قد تؤدي إلى طفرات جينية وزيادة في خطر الإصابة بالاورام ، وبعض هذه الفواكه قد يحتوي على نسب عالية من النشا المقاوم الذي يسبب الإمساك والاضطرابات المعوية ، وبعضها يحتوي على مواد قابضة تبطئ حركة الأمعاء ، ومنها يحتوي على نسب عالية من السكريات التي تؤدي في بعض الأحيان لعسر الهضم ومشاكل معوية مختلفة منها النزلات المعوية الحادة والقئ والإسهال والجفاف ، والمركبات الكيميائية الغير مهضومة تقلل إفرازات الأمعاء ، وارتفاع نسب الأحماض قد يسبب بعضها التسمم ، وتفتقر معظم الفواكه الغير ناضجة إلى الانزيمات التي تساعد في هضمها ، وللأسف قد تحقن بعض الفواكه بمنظمات نمو صناعية للحصول على ثمار كبيرة الحجم تفوق أحجامها الطبيعية أكثر من ثلاثة أضعاف ، أو لإعطائها ألوان زاهية براقة قد تسبب في أضطرابات في الجهاز الهضمي ، وأضرار للكلى والكبد ، وتوجد في بعضها علامات وآثار واضحة للحقن ، أو في شكل البدور وتغير في القشرة الداخلية وخصوصا في البطيخ ، وبعض المبيدات الكيماوية والفطرية لها تأثير على الغدة الدرقية ومنها يرتبط ببعض السرطانات ، ولهذا لتجنب الأضرار الصحية من إستهلاك الفواكه الغير ناضجة والتي في غير موسمها الطبيعي ، ضرورة الحرص على شراء الفواكه الناضجة في وقتها وموسمها ، والتي تظهر بأحجامها الطبيعية المعتادة ، وبلونها الموحد ورائحتها الزكية وملمسها الطري الخفيف ، الخالية من البقع والكدمات وآثار الحقن ، وسهولة كسر النواة لبعضها ، والحرص على غسل الفواكه بالماء والخل والليمون وتقشيرها ، والأفضل هو إستهلاك الفواكه العضوية ، ولخطورة إستهلاك الفواكه الغير ناضجة أو في غير موسمها ضرورة تكثيف التوعية المجتمعية عبر الوسائل المتاحة للتواصل الاجتماعي ، وإستخدام كل القنوات الإذاعية والمرئية والانفوجرافيك لتسهل الرسالة التوعوية ، ومن المهم إعداد قوائم بالفواكه الأكثر إحتواء على المبيدات والهرمونات الضارة ، وضرورة إدراج برامج التغذية الآمنة والصحية في المناهج الدراسية ، وتوفير كتيبات شارحة بالعيادات والمستشفيات والصيدليات لعلاقة بعض الأمراض ببعض الفواكه المبكرة او الملوثة ، والزام الأسواق ومنافذ البيع بوضع ملصقات على الفواكه لتبيان مستويات المبيدات وتاريخ الجني والقطاف ، وننادي باستخدام تطبيقات تنبه المستهلك بمواسم الفواكه الآمنة ، وتحلل صور الفواكه لاكتشاف أي علامات مخالفة ، وانشاء منصة إلكترونية للإبلاغ عن حالات التسمم أو الفواكه المشبوهة ، وعلى الجهات الرقابية الرسمية منع إستخدام هرمونات النمو الصناعية ، وتحديد فترات الأمان بين الرش وطرح المنتج ، وتعزيز الرقابة على المزارع ومنافذ البيع وقياس نسب المبيدات والهرمونات وإتلاف المحاصيل المخالفة ، وتشديد الرقابة على سلاسل التوريد وإستيراد المبيدات الآمنة ، والتحقق من جودة المنتجات الزراعية المستوردة ، وفرض عقوبات على المخالفين ، ونحن في حاجة للزراعات العضوية الآمنة ، وتوفير بدائل آمنة للمبيدات الكيماوية والإعتماد على المبيدات الحيوية ، وتدريب المزارعين على الزراعة الجيدة ، وتحديد مواعيد الجني والحصاد ، ودعم البحث العلمي لتطوير الزراعة الآمنة ، والتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المختصة ..
حفاظا على الصحة يستحسن إستهلاك الفواكه الناضجة وفي مواسمها ..