منصة الصباح

عندما يصبح الزواج رابحاً وخاسراً

مشاهدات

كتبت /  فتحية الجديدي

لا يستطيع أي أحد أن ينكر أن مايعكر صفو العلاقة الزوجية هو النكد الذي يصدر من أحد الطرفين أحيانا، وخاصة في العلاقات غير المستقرة التي تشوبها المشاكل المتكررة، وعدم التفاهم داخل المحيط الأسري، والحال التي تصل إليه بعض من هذه العلاقات التي لا تنتهي المشاكل وسطها بطريقة ترضي كل الأطراف دون ضرر قد يطال أفراد منها ..

وبالرغم من أن هناك دائما الرابح والخاسر في هذه الشراكة التي لا تمكث كثيرا في أغلب حالاتها، وما يأخذنا للحديث عن هذا الموضوع هو الضحية في كل هذه المنصات التي تنتاب بعض الزيجات بعد مرورها بمطبات اجتماعية يكون للزوج النصيب الكبير فيها من أجل أن يحصل على زوجة أخرى وبمبررات يلصقها بزوجته الأولى؟

يطلق عليها العديد من المسميات (النكدية) أو (النقناقة)، وغيرها من التسميات التي تهينها، كما ينعتها ب (المتخلفة) و (المفترية) و (النشافية)، ليجد الذريعة للهروب لأخرى.

الزوجة الثانية.. البديلة للزوجة الأولى التي لازالت على قيد الحياة، والتي لا تعاني من أية مشاكل شخصية ممكن أن يتحجج بها بعض الرجال، أو لأي سبب آخر يتيحه الزوج لنفسه حتى وإن كان السبب من صنع القدر.!

الزوجة الثانية التي تكون موضع اختبارات، لها أول وليس لها آخر، لأنها اختارت أن تكون زوجة ثانية، وبعيدا عن الأرقام والتراتيب، هي المرأة ذاتها التي تكون مضطهدة أغلب الأوقات، وهي من يطلب منها أن تكون الأفضل دائما، وليس لها عيوب الأولى، كأنها مرآة تعكس عيبها وتظهر سلبياتها، وأن تقدم الكثير ولا يكون لها طلبات مثلها؟

الزوج الذي يضع كل النساء في مقارنة، ومن منهن التي تعجبه وتناسبه وتلبي رغباتة، معتمدا على إقصاء الزوجة الأولى واستغلال الثانية.. هذا الزوج الذي يبحث عن سعادته ضمن دائرته الذكورية فقط ولايخطر بباله أنه الشخص الذي بحاجة لأن يفهم النساء أكثر، ويعي جيدا مايستطيع تقديمه دون أي شروط أو تنازلات من الطرف الآخر، الزوج الذي بداخله كمية من الأنانية ويعمل لصالحه دائما دونما النظر لمصلحة الآخر وما يمكن أن يقدمه هو!

ماذا لو كان الزوج محل الزوجة، هل يوافق أن تضعه زوجته محل مقارنة مع آخرين؟

لماذا يحدد بعض الرجال مطالبهم من الزوجات ولايقبل أن يقدم أية تنازلات لأية واحدة منهن؟

قبل أن يقع الزواج الثاني.. لماذا تظلم الأولى دائما بحجة أنها غير مناسبة؟

لماذا يستغل العديد من الرجال الزوجات البديلات للزوجة الأولى؟

من المسؤول عن إخفاق الزواج في حالة عدم التفاهم؟ .. وهنا من حق الرجل أن يرد عندما يكون الزواج غير مستقر أو بالأحرى غير موفق! الزوج الذي يحاول أن يحقق مكاسب لصالحه وبأقل تكلفة في الواقع، ضحيته الأثنتين معا، ولا أعتقد أن هناك زوجة سيئة وأخرى جيدة، لأن نجاح أية علاقة زوجية يظل رهين العديد من المعطيات، وبيئة تكون صالحة لاستمرار الزواج، وعقلانية وفكر يرتقي باحترام مثل هذه العلاقات، والتخلص من أي عقد مرتبطة بالإرث المتخلف القديم، بأن الرجل سيد والزوجة هي الجارية ، فهناك حقوق وواجبات داخل إطار المنظومة الاجتماعية التي تحددها الشراكة، ويظل التفاهم سيد الأجواء داخل مثل هذه العلاقات.

من المفترض أن ينتهي المفهوم الخاطئ للزواج، وأن الراجل راجل) و(الراجل مايعيبه شيء)، وغيرها من الأفكار التي لاتنفع إلا في فشل الزواج، والتقليل من فرص نجاحه، وتغيب بذلك من الواقع أن العلاقة بينهما تنبني على الاحترام المتبادل، وبأن للمرأة الحق في المطالبة والحوار والمشاركة وإبداء الرأي والمشورة واتخاذ القرار داخل أسرتها وخارجها ، وأن لها قيمة بعيدا عن القوالب القديمة التي تذلها أكثر من أن تعطيها حقها في العيش بما يليق بها وبأسرتها التي تسعى لتكوينها مع زوجها الذي يكون مرتبطا بها.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …