منصة الصباح
تجارب صحافية تحت المجهر.. في يومهم العالمي

تجارب صحافية تحت المجهر.. في يومهم العالمي

الصباح/ حنان علي كابو 

ُأرِّخَ للصحافة يوم ٌعالمي يوافق الثالث من مايو كل عام ،في هذا اليوم يشرد الصحفي كثيرا في تجربته ،هل قدم رسالته الإنسانية برضىً في خضم حالة من التغييب الكامل لميثاق شرف، يحفظ حقوقه ويؤدي مهمته دون أي خوف أو قيد..

وكيف يرى تحديات الذكاء الاصطناعي الذي أصبح سمة هذا العصر ؟….

الضمير حارس البوابة الأول…..

ابتسام اغفير

تقول الأستاذة “ابتسام اغفير” رئيس تحرير صحيفة الليبي اليوم الإلكترونية:-

بعد مضي 25 عاما من عمري في مهنة الصحافة وما مررت به من منعطفات مختلفة بعضها كان سهلا وبعضها الآخر كان قاسيا، تعلمت خلالها انه يجب على الصحفي أن يتحرى الصدق دائما، وأن لا يكون السبق همه الأوحد، وعليه أيضا أن ينصت دائما لصوت ضميره فهو حارس البواب الأول الذي لابد لنا في كثير من الأحيان أن نسمعه ونطيعه، التجربة أصبحت أكثر نضوجا وعقلانية ومنطقية، وبعد هذه المسيرة لم أقرر بعد أن أترك العمل الصحفي فهو الحياة بالنسبة إلي، وسأنقل بكل إخلاص تجربتي للأجيال اللاحقة.

وتضيف ردا عن سؤال حول تحديات الذكاء الاصطناعي

، إنما آراها تقنيات جديدة على الصحفي أن يهتم بتعلمها والحرص على إتقانها، حتى ولو بلغنا من العمر مابلغنا، فالتقنية أُخترعت لتساعدنا، لا أن نُعرض عنها ونزدريها لسبب بسيط إننا لم نتعرف إليها عن قرب ونتعلمها.

فالذكاء الاصطناعي اداة مساعدة للصحفي إذا عرف كيف يستخدمه.

عارفة شغل غرف الأخبار اليومية استعانت بعضها بالذكاء الاصطناعي لكن تظل التقارير والتحقيقات والحوارات لصيقة بالإنسان لان الذكاء الاصطناعي يفتقد لأنسنة القصص الصحافية..

نماذج تفتقر للروح ….

عبد السلام الفقهي

ومن جهته يقول الصحفي عبد السلام الفقهي. الذي بدأت تجربته عام منذ 2002.في مجال الصحافة الأدبية:-

“يصعب على المرء احيانا وصف تجربته في بضع كلمات ما إذا كانت ناجحة أم لا، أو إذا كانت جيدة أم متعثرة عدا أن الاجابة تستدعي تقييم مرحلة زمنية صاحبها صعود وهبوط، أمل وخيبة، نهوض وسقوط. لكن لضرورات الإجابة يمكن القول أنها جيدة مع التحفظ على كلمة (جيدة) لأنها اذا كانت كذلك فهي من منظور ذاتي، ومحدودة إذا ما رصدنا اثرها في المحيط الصحفي والثقافي، فلازال الطريق مبكرا على تكوين ملمح واضح أو إضافة تستحق أن تذكر. وفي النهاية تبقى الإضافة من عدمها مرهونة بالعمل الجماعي. الذي يحضر أحيانا ويغيب أخرى.

تحديات الصحافة والصحفي كثيرة ومتجددة، إذ سحب التلفزيون الخبر من الصحافة الورقية وراهنت الأخيرة على التفاصيل، ثم في مرحلة لاحقة تنتقل الأخيرة إلى عالم الشبكة عبر المواقع. ليسطو الفيسبوك على الجودة والمعيار وتقاليد المهنة. واضطرت المواقع أن تنشأ اذرع فيسبوكية مرجعيتها تنتصر للموضوعية لا الحسابات الشخصية والمزاج . وهنا يظهر الذكاء الاصطناعي كتحد آخر مهددا وجود الصحفي نفسه. إلا أنني لا أرى ذلك مشكلة. فالبصمة البشرية لاغنى عنها. ليس في الصحافة فقط بل في فنون الابداع المختلفة (قصة، رواية.. الخ) وقد قرأنا نماذج لذلك لكنها تفتقر للروح. ومهما اقتربت حدود التقنية من قدرات الإنسان ستبقى هناك حدود فاصلة وفارقة. بين المٌُصنع والمصنع. وقبل كل ذلك تظل أبرز تحديات الصحفي الليبي وجود نقابة قوية تدافع عن حقوقه وقوانين جديدة تواكب تطورات الصحافة الحديثة.

انعكاس لرقابة ذاتية ….

رجاء الشيخي

وفي نفس السياق تقول رجاء الشيخي مدير تحرير مجلة البيت ،والذي يناهز عمرها الصحفي خمسة عشر عاما .

سؤال يحتاج إلى توصيف ماهية الصحافة ودورها الفعلي .. قبل الحديث عن هيمنة الذكاء الاصطناعي وتغييب دور الصحفي ..

فالعمل الصحفي لم يكن يوماً مجرد مقال يُنشر على صفحات الصحف الليبية.. بل هو انعكاس لرقابة ذاتية ومسؤولية اجتماعية تحتم علينا احترام الضوابط والقيم الأخلاقية.. فالصحافة والإعلام عموماً تحكمهما جملة من المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. وهي التي تفرض ترتيب الأولويات وتحديد القضايا الأكثر أهمية ..ولا نعلم حقاً ما إذا كان مفهوم الصحافة، كما يُدرّس ويُروّج له.. هو ذاته ما نمارسه فعلاً داخل المؤسسات الإعلامية أو عبر الصفحات التي ننتسب إليها…

خللٌ مهني …

وتضيف …الحقيقة التي نحاول تجاهلها رغم وضوحها هي أنه لا يمكن تأسيس صحافة حقيقية من دون وجود ميثاق شرف مهني يُحتكم إليه.. وإن لم تقم الصحافة بدورها الرقابي على السلطة.. فهذا يعني أنها تعاني خللاً مهنياً يستوجب التوقف والمراجعة لإعادة التفكير في جوهر الدور الذي يفترض أن تلعبه الصحافة الليبية..

مساحات ضيقة …

وتواصل حديثها …ونحن نحتفي باليوم العالمي لحرية الصحافة يظل السؤال قائماً وتُعاد نفس الإجابة..

هل نمتلك صحافة حقيقية؟ أم أننا فقط ندّعي ذلك؟

التحديات التي أواجهها كصحفية.. فهي لا تختلف كثيرًا عن تلك التي يواجهها أي إعلامي أو صحفي في ليبيا اليوم.. لا يمكن إنكار غياب الدور الفعّال للصحافة في المشهد الليبي.. سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو حتى الاجتماعي…

لقد بات دور الصحفي محصورًا في مساحات ضيقة مليئة بالحذر ومحاطة بخطوط حمراء لا يُسمح بتجاوزها تحت أي ظرف..

“متلازمة خوف “..

سياسة تكميم الأفواه ما زالت تفرض نفسها على الواقع الإعلامي.. وأصبح الصمت في حضرة ما يجب أن يُقال هو السمة الأبرز لممارستنا اليومية… نحن نعيش حالة مزمنة من الخوف يمكن تسميتها بـ”متلازمة الخوف” نخشى فيها عواقب الكلمة ونكتم الحقيقة رغم وضوحها…

. رجاء الشيخي التي عرف قلمها من خلال طرحها للقضايا الاجتماعية رفقة الصحفي الشهيد مفتاح بوزيد تضيف بوجع :-

لست راضية عن أدائي الصحفي تجاه قضايا وطني.. وأعترف أن الخوف من العقاب هو ما يدفعنا أحيانًا للصمت وغضّ الطرف عن الحقائق.. نمارس التجاهل لا لأننا لا نراها.. بل لأننا نبحث عن النجاة في واقعٍ لا يرحم.. هكذا أصبح دورنا.. وهكذا تُمارَس الصحافة في ليبيا…

نحاول الاتجاه نحو قضايا الشارع الليبي نتقاسم معهم همومهم وننقل مناشداتهم واستجدائهم ونضع ألف خط تحت معاناتهم وضنك العيش وضيق الحال مع تفشي الفساد وسرقة المال العام .

لذلك نحن حتى في الهروب فشلنا لأننا نواجه ما نخشاه ..

شاهد أيضاً

مخالفات صحية خطيرة في مختبرات طبية بصبراتة

مخالفات صحية خطيرة في مختبرات طبية بصبراتة

الصباح نفذت لجنة التفتيش على المختبرات الطبية، رفقة جهاز الحرس البلدي، جولة رقابية على عدد …