منصة الصباح

“النيهوم والبغدادي” يجتمعان في كتاب “الفنَّادي”

صدر حديثا للكاتب الباحث “يونس الفنادي”، كتابه المنعون “النيهوم والبغدادي”؛ الذي يقع تحت تصنيف دراسات أدبية، عن دار الجابر – بنغازي..

الكتاب جاء بمقاس “24*17″، في حين بلغت صفحاته “280” صفحة..

يقول الباحث في مقدمة الكتاب:-

“بعد أكثر من عشر سنوات، أعيدُ طباعة هذا الكتاب (النيهوم والبغدادي) في طبعةٍ مزيدةٍ ومنقحةٍ جديدةٍ، وعنوان آخر جديد أيضاً. فقد نشر الجزء الأكبر من هذا الكتاب الجديد في إصداري المعنون (قراءاتٌ أدبيةٌ: الصادق النيهوم “قاصاً” وعبدالمولى البغدادي “شاعراً”) الذي ظهر سنة 2010م كأول كتاب يصدر لي. وبعد عقدٍ من الزمن رأيتُ أن أعدَّل فيه فنياً وموضوعياً، حيث اخترتُ فنياً أن أغيّر عنوانه ليكون أكثر تحديداً وتخصيصاً وإبرازاً لهويته (النيهوم والبغدادي) بدلاً من عمومية (قراءاتٌ أدبية) الواسعة ظاهرياً، أما موضوعياً فقد آثرتُ أنْ أضيفَ إليه عدة مقالات كنتُ قد كتبتها ونشرتها سابقاً، وأخرى كتبها ونشرها زملاءٌ وأدباءٌ غيري، تيقنّتُ من أهميتها في ذات سياق محتوى الكتاب وهدف رسالته، فرأيتُ أن أضمنها هذا الإصدار الجديد، وبالتالي صار يستحق أن ينال صفتي “التأليف” و”التجميع” ويوسم بهما معاً.

بحث وجمع

ولعلَّ أبرزَ ما جمّعته وأضفته هنا اختص به الأديبُ الراحل الصادق النيهوم وهو بعضُ المقالاتِ المنشورة بمجلة (جيل ورسالة) في أحد ملفات أعدادها سنة 1972م الذي خصصته للنيهوم، ثم كذلك بعض ما نشرته مجلة (الناقد) في عددٍ خاص أصدرته سنة 1983م عقب رحيله. بالإضافة إلى مقالين آخرين مهمين كُتبا عنه ونالا الكثير من النقود والردود المتباينة وهما (الظاهرة النيهومية) للأديب علي فهمي خشيم، و(الكتابة بحافر الحمار) للأديب سليمان كشلاف رحمهما الله جميعاً..

أما نصيبُ الشاعر الدكتور عبدالمولى البغدادي فقد كانت الإضافة كلها من تأليفي وتمثلت في أول مقال كتبته عنه بعنوان (البغدادي يصدحُ شعراً) وهو الذي فتح قناة التواصل بيننا ووطّن أواصر الصداقة والمحبة التي تجمعنا حتى اليوم، وكذلك (قصة ديوان البغدادي) الذي يكشف بعض ما يتعلق بتفاصيل طباعة ديوانه (على جناح نورس) متبوعين بما كتبته عن بعض قصائده، مضمناً جانباً مهماً يتناول قصائده القصيرة الخفيفة..

إنّ هذه المقدمة لا تنوبُ عن مقدمة الإصدار السابق، بل أجدها تكملها، وتوضح أهم غايات ومرامي هذا الكتاب الجديد (النيهوم والبغدادي) الذي بين يديك أيها القاريء الكريم، بل تحيلك إليها لمزيد التبيين..

وعن اختياره لهاتين الشخصيتين تحديدا،

اوضح الفنادي: كلاهما مارس الكتابة الأدبية في جنس مختلف، وتعاطى مع حروف اللغة بشكل متألق ومتنأنق، حقق له المكانة الرفيعة والتقدير والاحترام الكبيرين على الصعيد المحلي الوطني، تاركاً له صدى وأثراً واضحاً على امتداد الساحة العربية..

فالصادق النيهوم الذي سجل بصمة واضحة في تناول قضايا فكرية، ودينية، وتاريخية، وفلسفية، برؤية متميزة ارتكزت انطلاقته وبداياته على كتابة المقال الأدبي، الذي رصد فيه الظواهر الاجتماعية، وانتقدها بأسلوبٍ ساخرٍ ولاذعٍ، استطاع أن يفرض نفسه، ويحقق جاذبيةً واستقطاباً لجماهير عريضة من القراء. كما صنع بنفس الأسلوب “النيهومي” أبطالاً من شخصياته الشعبية، التي رسمها في قصص أدبية بلغة رقيقة وبسيطة، جسَّدت ملامحَ متعددة للواقع الاجتماعي الذي نعيشه، إلاَّ أنَّ هذه القصص لم تحظ بالتحليل المتعمق، والنقد الأدبي الذي يتأسس على مناهج علمية معينة.

والقراءةُ التي أقدمها في هذه الصفحات هي مجرد محاولة متواضعة، لولوج عالم الصادق النيهوم القصصي، الغني بالإيحاءات والدلالات والمضامين، وقد أرفقتُ بها قصصاً لم تجمع من قبل، ولم تدرس بمنهجية علمية، وغايتي من وراء ذلك هي استثارة انتباه النقاد المتخصصين لهذه الأعمال القيمة، وتناولها بمزيد من النقد الموضوعي والتشريح والدراسة المنهجية الدقيقة.

أما الشاعرُ النورس الدكتور عبدالمولى البغدادي فقد آسرتني لغته وتصويراته البلاغية الجميلة وإيقاعه الموسيقي الرنان، الذي يستحضر في أعماق المتلقى كل المعاني الإنسانية الخالدة من حيث الشكل الإبداعي الرقيق، والمضمون الفكري الهادف، إلاَّ أنَّ هذا الشاعر وحتى وقت قريب، آثر الإنزواء بشعره، بعيداً عن الساحة الشعرية وعشاقه ومحبيه، واقتصر على إلقاء شعره في أمسيات محددة، أو خلال لقاءات ضيقة تضم ثلة من صحبه ورفاقه، بينما إنتاجه أولى به أن ينشر بشكل واسع، ويدرس وينقد من قبل المهتمين والمختصين بهذا الجنس الأدبي الجميل. لذلك رأيتُ أن أوثق لهذا الشاعر ما شعرتُ أنه يسهم في الانتقال بإنتاجه إلى الحضور الأكاديمي المنهجي حتى ينال حقه من النقد والدراسة العلمية التي ستكون مكسباً يثري الحركة الشعرية والأدبية، وإضافة مهمة للمكتبة العربية..

شاهد أيضاً

المصرف المركزي يناقش آلية العمل الموحد وتحسين أداء القطاع

المصرف المركزي يناقش آلية العمل الموحد وتحسين أداء القطاع

عقد محافظ مصرف ليبيا المركزي ناجي عيسى ونائبه مرعي البرعصي اليوم اجتماعًا مع مدراء إدارات …