منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
أحلام محمد الكميشي
بالتزامن مع تطور المجتمع تتغير منظومة الإيجابيات والسلبيات في كل ما يتعلق بشؤون الناس، وذلك لتأثرها بالمعطيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمبادئ والقيم الأخلاقية والدينية صعودًا وهبوطًا، وفي غياب بيانات ومعلومات حقيقية رسمية حول نسب الارتفاع والهبوط في عديد المؤشرات يبقى المجال مفتوحًا لكل من هبّ ودبّ لنشر ما يشاء حولها في الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي، وبالتأكيد كل هذا يؤثر في تكوين قناعات الرأي العام وتأسيسها على الشائعات والتضليل الإعلامي وتوجيه سلوك العقل الجمعي حول القضايا المختلفة وفقًا لها.
تنتشر أحيانًا أخبار حول ارتفاع نسب الطلاق وزيادة الجريمة في مجتمعنا دون أن تدعمها معلومات حقيقية مستقاة من تقارير رسمية صادرة عن الدولة أو عن مراكز بحثية حكومية أو مستقلة، ويزيد المشهد ضبابية عزوف كثير من الجهات الرسمية عن إصدار تقارير توثق المعلومة بالأرقام والإحصائيات وتدعمها بالبيانات الحقيقية والفرضيات والنتائج، ما يبرز أهمية إجراء دراسات جدية وإصدار تقارير واقعية عن مؤشرات تستند للبحث العلمي والمسح الاجتماعي والإحصائيات لفهم الظواهر المرتبطة بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد على الانطباعات الشخصية والتوجيه الإعلامي خاصة ما كان منه مجهول المصدر والدوافع، وبما يمكّن صناع القرار من اتخاذ القرارات السليمة لإصلاح ما يمكن إصلاحه وتفادي ما يمكن الوقاية منه.
وعلى سبيل المثال، شهدت جريمة القتل ارتفاعًا في معدلها مع تغير في طرق ووسائل ارتكابها، وتوسعها كمًا وكيفًا من الجنسين، وانتشارها بين فئات عمرية بصورة أكبر لم تستثني الأطفال والمراهقين وكبار السن ما بين جناة وضحايا، إضافة لارتفاع ملحوظ لحالات الانتحار وإساءة معاملة الأسرة، والأغرب زيادة عدد مرتكبيها من جنسيات أخرى وافدة على بلادنا.
ولابد من الإجابة على أسئلة منها كيف؟ ولماذا؟ وأين؟ ومتى؟ ومَن؟ وماذا؟ وكم؟ مع بيان للدوافع والتأثيرات والأبعاد والبيئة والمحيط الاجتماعي الحاضن، للحصول على معلومات كافية بدونها لن يتمكن أي من المسؤولين في بلادنا من رسم خريطة فعلية للسياسة الجنائية ووضع حلول وآليات عملية لمكافحة الجريمة.
