منصة الصباح

يحي السنوار .حي

سالم البرغوتي

 

شواهد كثيرة وحية على أن القائد السياسي لحركة حماس يحي السنوار مازال حيا .يتجول بين جباليا وبيت لاهية وخان يونس وبيت حنون يشحذ همة المقاتلين ويهدي لهم روايته الشوك والقرنفل .

تصفية الكيان الصهيوني لمعظم قادة حماس كان من الممكن أن يحدث تصّدعا في قيادة مسيرة النضال الوطني للحركة غير أن سردية استشهاده وهو يطلق أخر رصاصة من سلاحه الشخصي تحت وابل من الرصاص والقنابل والطائرات المسيرة اعطى دافعا للمقاومة لمواصلة النضال.

حاولت إسرائيل بكل وسائلها الإعلامية أن تقلل من أهمية حدث استشهاده حيث أوردت عبر تسجيل مصور بثه العدو الإسرائيلي بأن قواتها رصدت مكان اختباء السنوار في جنوب قطاع غزة ويظهر مصابا وعاجزا عن الحركة وكان ذلك كافيا للمنظومة السياسية والأمنية الإسرائيلية أن تقول مختبئا لكي تسقط عنه ذريعة المقاومة أمام الرأي العام الإسرائيلي .

يحي السنوار لم يمت . فرائحة دمه الزكي الطاهر هي من اطلقت الاف السجناء الفلسطينيين المحكومين بالموت في سجون العدو .وإرادته النضالية هي من اعادت سكان غزة لغزة وهو من أدار عملية تبادل الاسرى من ركام منزله .

الاعلام العربي تماهى مع الرواية الإسرائيلية في أن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر كانت خطأ استراتيجي ارتكبته حماس في ذات الوقت الذي يعتبر النظام العربي إن من تم اطلاق سراحهم من سجون النظام السوري وإن اختلفت قضاياهم بين معارضين للنظام أو المحكومين بجرائم مدنية بالمناضلين .

موت السنوار كشف هشاشة النظام السياسي والأمني الإسرائيلي وخيانة النظام العربي ووضع مجددا القضية الفلسطينية على الطاولة الدولية .

إصرار إسرائيل الاحتفاظ بجثة السنوار دليل على أنها لا تريد لروح السنوار وصورته أن تولد من جديد للجيل الذي ولد تحت انقاض غزة .

روح السنوار مازالت تجوب الأحياء والمخيمات في غزة .إنهم يرونه في احلامهم ومضاجعهم في خيم النزوح حيا بينهم .

شاهد أيضاً

“تاكسي” الخطوط الليبية!

الكاتب والصحفي : عبدالرزاق الداهش   شركة الخطوط الليبية ليست ميتة، لكنها أيضًا ليست على …