د.علي المبروك أبوقرين
العالم يعيش منذ سنوات تحت تهديدات إنتشار الأوبئة ، وزادت من بعد تجربة الكوفيد 19 ، والتي كانت لها آثارها السيئة على الصحة والاقتصاد والحياة ، وتواجه الكوادر الصحية تحديات متزايدة لطبيعة العمل وظروفه ، والمرافق الصحية على اختلافها تلتقي فيها كل أنواع العدوى وحامليها والمصابين بها ، وتواجه الكوادر الصحية تحديات كبرى في التعامل مع العدوى والتحكم في انتشارها وتقليل أضرارها ، مع ضرورة تعزيز سلامة المرضى وسلامتهم لضمان رعاية صحية وبيئة عمل آمنة وفعالة ، وتتعدد الفيروسات وتنوعاتها المختلفة من السارس للكوفيد 19 ومتحوراتها المتعددة واخرها EXC ولن يكون الاخير ، وفيروس انفلونزا الطيور H5N1 المتحول الذي ينتشر في امريكا هذه الفترة ، وفيروس الميتانيوم HMPV ، وغيرهم من حصبة وجذري القردة وماريبورج وفيروسات أخرى معروفة وغيرها مستجدة ، وتصنف الفيروسات وفق التسلسل الجينومي الخاص بها وطريقة تكاثرها ، وليس وفق الأمراض التي تسببها ، تختلف عواقب العدوى الفيروسية إختلافا كبيرًا وتسبب العديد من الإصابات مرضاً حادًا بعد حضانة قصيرة ، وقد تسبب العاصفة السيتوكينية فشل الأعضاء والوفاة ، وبعضها بدون أعراض ، واخرى تسبب أعراض طفيفة ، ومنها تسبب الأمراض المناعية الذاتية وبعض السرطانات نتيجة الفيروسات القهقرية والتي هي عرضة للطفرات ، وتتم مقاومة العديد من الالتهابات الفيروسية بواسطة الجهاز المناعي ، وبعضها يظل في حالة كامنة ، ومنها يسبب أمراض مزمنة مختلفة ، وكثيرا من الناس يفتقدون للمناعة ، ولهذا وللتحديات والتهديدات الوبائية أصبحت الحاجة ضرورية لإستراتيجيات أكثر شمولًا في التشخيص والعلاجات واللقاحات ، للتأهب والاستعداد للأوبئة ، مع اليقظة التامة في مجال الصحة العامة ، والتفكير بشكل ابتكاري علمي وعملي للتقدم خطوات فعالة ومجزية لتجنب إنتشار العدوى ومحاصرتها وتجنب عواقبها ، بضرورة وقف العدوى بطرق أكثر نجاعة وفاعلية ، ودراسة متعمقة للتعرف على ما تفعله الفيروسات بالجسم خاصةً في الحالات الشديدة ، ومراجعة الخطط العلاجية ، والعلاجات الفورية والاوقات المناسبة بدقة ، والحصول على المضادات الفيروسية طويلة المفعول ، والتي تتناسب مع تطور العدوى وأسبابها وعواقبها ، والجمع بين العلاجات بالمضادات الفيروسية والمضادات الحيوية ، وتنقية الدم ، وإدارة الالتهابات القاتلة لتوفير فرص أفضل للحصول على نتائج إيجابية للمرضى ، والأهم هو بناء الخطوط الدفاعية القوية والترصد والتحري والانذار المبكر والمراقبة القوية ، وقاعدة البيانات والمعلومات الحقيقية والتعاون الوثيق والمستمر واللحظي في تبادل المعلومات عن الأوبئة وانتشارها ، وتطوير آليات التعاون للتحكيم في إنتشار العدوى عبر الحدود والمنافذ ، والاهتمام بمنصات اللقاحات وجاهزيتها وسرعة استجابتها ، وقدراتها البشرية المؤهلة ، والاهتمام بالبحوث والدراسات والتكنولوجيا البيولوجية ، والبيئة والصحة الحيوانيه ، وتعزيز أنماط الحياة الصحية.
خطر الأوبئة قائم ويتفاقم والتأهب والأستعداد لها ضرورة حياة ..