بوضــــوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
ليبيا في نظر إيطاليا مجرد حقل غاز، وشرطة لخفر السواحل.
أما في نظر بابا الفاتيكان، فهي معسكرات اعتقال، وتعذيب، وحتى استعباد للمهاجرين الأفارقة.
لا إيطاليا طورت فهمها بالنسبة للموضوع الليبي، ولا بابا الفاتيكان، تحقق من سلامة، وصدقية معلوماته.
ولا ليبيا استعملت اللغة التي تتفهمها روما ، ويفهمها بابا الفاتيكان، حيث ينبغي أن ينزل من برجه العاجي، ليزور «كوبري» غوط الشعال، وكل المدن الليبية.
هل من إفريقي تم تشغيله، ولم يتقاض مقابل عمله، لأنه إفريقي؟
هل من أفريقي تم استبعاده من طابور المخبز، أو تم منعه من دخول سوق، أو من مطعم؟
الأفارقة يعيشون بيننا، يأكلون الأغذية التي نأكلها، ويشربون الماء الذي نشربه، وأفضل من يعمل في البناء هم الغانيون.
لكن البابا (فرنسيس) يدعو لإغلاق مواقع احتجاز اللاجئين في ليبيا، ويقول إنها تشهد ممارسات تعذيب وعبودية، وحتى سأل: «كيف لا نسمع صرخة هذا العدد الكبير من الأشقاء والشقيقات، الذين يفضلون مواجهة البحر العاصف عن الموت ببطء في معسكرات الاعتقال الليبي».
. البابا نفسه لم يدعو لفتح مراكز إيواء خمس نجوم في الفاتيكان، لحمايتهم من واقع البحر من أمامكم، والمعسكرات الليبية من خلفكم، أو حتى مراكز احتجاز تتوفر فيها الشروط الإنسانية، في إيطاليا.
لهذا أجدني أدعو إلى توفير وسائل نقل آمنة للمهاجرين الأفارقة الذين لم يعتذر البابا عن استرقاقهم من قبل العالم المسيحي.
الرجل هو أعلى سلطة روحية في العالم المسيحي، وخطابه يتضمن محتوى ضغينة، قد يعرض الليبيين إلى مستوى عال من الأذى.
فهل فكر البابا في ذلك؟ وهل تدرك إيطاليا أن الذاكرة الليبية لا تعاني من أي نزيف داخلي؟