منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
تقرير/ صالحة امبارك هويدي
يحتفل الليبيون يوم “24” ديسمبر من كل عام بعيد الاستقلال، وهو اليوم الذي أُعلن فبه استقلال ليبيا، ورفع الوصاية الأجنبية عنها..
احتلالٌ إيطالي وخروج عثماني
أنذرت إيطاليا الاستعمارية الدولة العثمانية في “27” سبتمبر من العام 1911، ولم تنتظر ايطاليا كثيراً بعد إنذارها، تحت ذريعة إهمال ليبيا، وتحريض الليبين على الرعايا الإيطالين، حتى كانت السفن الحربية الايطالية في مياه طرابلس في يوم “28” سبتمبر 1911، وبدأت الحرب العثمانية الإيطالية، التي انتهت بخروج العثمانيين، وبداية الاحتلال الإيطالي لليبيا..
أربعون عاماً من النضال
قاوم الليبيون الاحتلال الإيطالي لبلادهم بما استطاعوا من إمكانيات، واستمرت مسيرة الجهاد والنضال ضد الاحتلال لمدة 40 عاماً، ضحوا فيها، وتحرير بلادهم..
استقلالٌ جزئي
تعهدت بريطانبا، بعد هزيمة إيطاليا ودول المحور، على يد الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، بعدم بقاء ليبيا تحت السيطرة الإيطالية، وكعادة مملكة الشر والدول الاستعمارية، كان هناك ما يُحاك في الظلام، فأُعلن استقلال برقة يوم الأول من يونيو عام 1949..
استشعر الليبيون الطامحون للاستقلال الكامل الخطر، فكان نتيجة إصرارهم إدارج القضية الليبية في جدول أعمال المؤتمرات، التي عقدتها الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية، كما نقل الليبيون قضيتهم إلى الأمم المتحدة..
اتفاق بيفن سيفوزا
لم يكن إعلان استقلال برقة الا قمة جبل، من مؤامرة بريطانية فرنسية إيطالية، تحت مُسمَّى اتفاق “بيفن – سيفورزا”، والذي نصَّ على “فرض الوصاية الإيطالية على إقليم طرابلس، والوصاية البريطانية على إقليم برقة، والوصاية الفرنسية على إقليم فزان”.. على أن تُمنح ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات من تاريخ الموافقة على الوصاية..
وافقت اللجنة المختصة في الأمم المتحدة على الاتفاق، ورفعته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للاقتراع عليه في “17 مايو 1949”..
ولكن المشروع باء بالفشل، لحصوله على عدد قليل من الأصوات المؤيدة..
“سان لو: المُنقذ
كان المشروع على وشك أن يُمرر بالموافقة، لولا موقف مندوب دولة هاييتي في الأمم المتحدة “إميل سان لو”، الذي جاء مخالفاً لإرادة دولته، التي أوصته بالتصويت مع المشروع..
وتغلبت إنسانية “لو” على أوامر حكومته، وبذلك أُحبط مشروع وصاية الدول الثلاث على ليبيا..
القرار التاريخي
وبعد إحباط مشروع الوصاية والتقسيم، قاد الليبيو مناقشات ومفاوضات مُضنية لحشد الدعم لاستقلال ليبيا، بقيادة “عمر فائق شنيبة”..
أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم “289” في يوم “1949/11/21″، القاضي بمنح ليبيا استقلالها، في موعد لا يتجاوز الأول من يناير من العام 1952..
وكوّنت لجنة لتعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة، و لتبذل قُصارى جهدها من أجل تحقيق استقلال كامل التراب الليبي، ونقل السلطة إلى حكومة مستقلة..
وفي أكتوبر “1950” تكونت جمعية تأسيسية لتقرير شكل الدولة، وكُلّفت الجمعية التأسيسية بصياغة الدستور..
في “29/مارس 1951” أعلنت الجمعية التأسيسية، عن تشكيل حكومة اتحادية مؤقتة في طرابلس برئاسة “محمود المنتصر”..
وفي “24” ديسمبر أعلن “محمد إدريس السنوسي”، من شرفة “قصر المنار” في مدينة بنغازي الاستقلال وميلاد الدولة الليبية الحديثة، كنتيجة لجهاد الشعب الليبي، وتنفيذاً لقرار هيئة الأمم المتحدة، وبناءً على قرار الجمعية الوطنية الصادر بتاريخ “2 ديسمبر 1950”..
